التمدد الإيراني هل يقابله مشروع إسلامي؟

تتحدث وسائل الإعلام كثيرا عن المشروع الإيراني في المنطقة والتي ابتلعت به أربع عواصم عربية وتسعى إلى ابتلاع ما تبقى منها؛ حيث استخدمت مليشياتها في العراق لتدميرها، وسعت إلى القضاء على الثورة السورية بدعم نظام بشار، وقتل الثوار والمدنيين في سوريا، بالإضافة إلى دعمها للحوثيين للقضاء على الثورة اليمنية، وسيطرة حزب الله الذي يقوده حسن نصرالله على لبنان.

كما تتحدث أيضا عن المشروع الصهيوني في المنطقة العربية، وأنه بات قاب قوسين أو أدنى من التطبيع الكامل مع كل دولها خاصة بعد الانقلاب العسكري في مصر، والذي تم برعاية صهيونية أميركية أوروبية للقضاء على أمل الشعب المصري في التحرر من الوصاية الغربية عليه.

عندما أعلن الرئيس المصري محمد مرسي رحمه الله، بأنه لا مكان لحزب الله في سوريا، وموقفه من الحرب الصهيونية على قطاع غزة عام 2012، ومطالبته بوقفها فورا عندما أرسل رئيس وزرائه هشام قنديل إلى القطاع أثناء تلك الحرب، أعطى انطباعا أن هناك مشروعا إسلاميا على الطريق تقوده مصر قد يهدم المشروعين الإيراني والصهيوني

وكان هذا أحد الأسباب التي أدت إلى تحالف وتآمر دولي وإقليمي لسرعة الإطاحة بالرئيس المصري المنتخب والانقلاب عليه بعد عام واحد من فترة حكمه التي تصل إلى أربع سنوات.

واليوم أصبح الإعلام العربي والغربي بل وبعض السياسيين والمفكرين العرب، يروجون لهذين المشروعين دون أن يبادر أحدهم ويتقدم بمقترح مشروع للخروج من تلك الدائرة التي صنعها لنا الإعلام.

وبين المشروع الإيراني والصهيوني، تقف تركيا كحائط صد لمنع ابتلاع العراق وسوريا في المشروعين خاصة أنها تشترك مع سوريا والعراق بحدود تصل إلى ألف كيلو متر.

ومع استمرار الحرب السورية والعراقية والتوسع الإيراني في المنطقة، وجب على تركيا أن تقودالمشروع الإسلامي الذي يضمن وقف التوسع الإيراني وإعادتها إلى حدودها وإحترام دول الجوار وتضمن من خلاله منع تقسيم سوريا والعراق، كما تضمن سلامة حدودها الملتهبة من الجهات الأربع، بالإضافة إلى دورها الرئيسي في الوصول إلى اتفاق لوقف الحرب في سوريا وليبيا.

والآن يتطلع كثير من الدول العربية والإسلامية أن تساهم تركيا بدور فعال لوقف الحرب في غزة بعد إعلانها دعم المقاومة في فلسطين ضد الاحتلال الصهيوني الذي يرتكب جريمة إبادة جماعية في القطاع.

ومن الصعوبات التي تواجه المشروع التركي؛ تحالف بعض الدول العربية مع المشروع الصهيوني ولذلك يجب على الإعلام العربي أن يدعم المشروع التركي بضرب التحالف الصهيوني العربي من خلال الضغط الشعبي، بالإضافة إلى توسيع المشروع التركي بتحالفات أخرى من خارج المنطقة تشمل الدول الصديقة لتركيا في أفريقيا وأميركا اللاتينيَّة.

إن لم يكن هناك مشروع إسلامي في الوقت الحاضر، فليكن المشروع التركي نواة لهذا المشروع، وعلى المراكز البحثية والجمعيات الأهلية العربية المنتشرة في تركيا استخدام إمكاناتها وإعلامييها وقنوات اتصالها لدعم هذا المشروع والترويج له خاصة بعد المواقف المشرفة للدولة التركية في دعم ليبيا وأذربيجان وممر الحبوب رغم الحرب الروسية الأكرانية.

فهل يمكن للمراكز والجمعيات والقنوات الإعلامية المحترمة أن تدعم هذا المشروع وتروج له وتطالب الدول العربية بعمل اتفاقيات ثنائية أو تعاون أكبر مع تركيا يمكنها من التدخل لوقف .الحرب في غزة والضفة بشكل قانوني

نسأل الله التوفيق والسداد وأن يهيئ لأمتنا التحرر من التبعية والوصاية الغربية.

Scroll to Top