أسباب توتر العلاقات بين روسيا وأذربيجان في الفترة الأخيرة لعدة أسباب:
- حادث إسقاط الطائرة الأذربيجانية (ديسمبر 2024):
- أسقطت الدفاعات الجوية الروسية، عن طريق الخطأ، طائرة ركاب أذربيجانية قرب مدينة جروزني أثناء تصديها لهجمات طائرات مسيرة أوكرانية.
- أسفر الحادث عن مقتل 38 شخصًا، مما أثار غضب باكو. طالبت أذربيجان روسيا بالاعتذار الرسمي ومعاقبة المتسببين، لكن هذه المطالب لم تُلبَ بشكل كامل، مما زاد من التوتر.
- اعتقالات متبادلة وتوترات دبلوماسية (يونيو 2025):
- في يونيو 2025، نفذت السلطات الروسية مداهمات في مدينة يكاترينبورغ استهدفت أذربيجانيين يُشتبه بتورطهم في جريمة قتل وقعت قبل 24 عامًا.
- ردت أذربيجان باعتقال صحفيين روسيين يعملان لصالح وكالة “سبوتنيك” الروسية في باكو، متهمة إياهم بالارتباط بالمخابرات الروسية.
- ألغت باكو فعاليات ثقافية روسية وسجنت ثمانية مواطنين روس بتهم تهريب المخدرات وجرائم إلكترونية، مما اعتبرته روسيا تصعيدًا متعمدًا.
تحولات إقليمية ودولية
- منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا عام 2022، تغيرت ديناميكيات العلاقات الإقليمية. وفقًا لتقرير موقع “تسارغراد” الروسي، فإن أذربيجان بدأت تتحرك بشكل مستقل أكثر، مستغلة ضعف نفوذ روسيا في القوقاز بسبب انشغالها بالحرب.
- كما يُنظر إلى أذربيجان على أنها تخضع لضغوط خارجية، خاصة من بريطانيا، التي تستخدم أدوات مالية للضغط على النخب الأذربيجانية.
- الصراع في ناجورنو كاراباخ:
- رغم وساطة روسيا في وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا عام 2020، فإن نفوذ روسيا في المنطقة تراجع بعد انتصار أذربيجان في الصراع.
- أذربيجان، بدعم من تركيا، أصبحت أقل اعتمادًا على روسيا، مما أثار استياء موسكو. كما أن العلاقات المتوترة بين روسيا وأرمينيا، حليفة روسيا التقليدية، أعطت أذربيجان فرصة لتعزيز موقفها الإقليمي.
- فشل صفقات الطاقة:
- فشلت صفقة غاز بين موسكو وباكو، إلى جانب تدهور الاقتصاد الأذربيجاني، مما أدى إلى توترات إضافية.
- روسيا، التي تواجه ضغوطًا اقتصادية بسبب الحرب في أوكرانيا، لم تعد قادرة على تقديم دعم سخي لأذربيجان، مما أثر على العلاقات الاقتصادية.
- التعاون العسكري مع إسرائيل وتوترات مع إيران:
- تصاعد التعاون العسكري بين أذربيجان وإسرائيل أثار قلق روسيا وإيران، حيث اتهمت طهران باكو بالتواطؤ في هجمات إسرائيلية على أراضيها. هذا التقارب زاد من التوترات مع روسيا، التي تربطها علاقات وثيقة بإيران.
- إغلاق المدارس والفعاليات الثقافية الروسية:
- أغلقت أذربيجان المدارس الروسية وعلقت الفعاليات الثقافية الروسية في البلاد، في خطوة اعتبرتها موسكو استفزازية وتذكر بأجواء أوكرانيا عام 2014.
- كما تصاعدت الحملات الإعلامية الأذربيجانية ضد روسيا، مما زاد من حدة التوتر.
هل توصلت روسيا وأذربيجان إلى اتفاق؟
حتى يوليو 2025، لا توجد معلومات تشير إلى توصل روسيا وأذربيجان إلى اتفاق شامل لحل التوترات بينهما. ومع ذلك:
- اعتذار بوتين عن حادث الطائرة: في ديسمبر 2024، قدم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعتذارًا رسميًا للرئيس الأذربيجاني إلهام علييف عن إسقاط الطائرة الأذربيجانية، موضحًا أن الحادث وقع أثناء تصدي الدفاعات الروسية لهجمات أوكرانية. لكن هذا الاعتذار لم يُترجم إلى خطوات عملية لمعاقبة المتسببين، كما طالبت أذربيجان.
- دعوات روسية لتحسين العلاقات: دعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أذربيجان إلى إعادة العلاقات إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، مشيرة إلى أن هناك جهات خارجية تحاول الإضرار بالعلاقات بين البلدين. لكن هذه الدعوات لم تُتبع باتفاقات ملموسة.
- الاتفاقات السابقة: تاريخيًا، وقّعت روسيا وأذربيجان اتفاقيات مهمة، مثل معاهدة الصداقة والتعاون والأمن المتبادل (1997)، واتفاقيات تجارية ونقل نفط وغاز، بالإضافة إلى اتفاقيات حدودية (2010). لكن هذه الاتفاقات لم تمنع التوترات الأخيرة، ولا يوجد دليل على تجديدها أو إبرام اتفاقيات جديدة لحل الأزمة الحالية.
المصدر: الجزيرة + وكالة الأناضول + بي بي سي