من يقود العالم الإسلامي ASSAM 2021

من يقود العالم الإسلامي؟

مقدمة

          قبل هجرة النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة كانت الحرب مستمرة بين الأوس والخزرج يشعل نيرانها اليهود لترويج تجارتهم من السلاح وتستمر الهيمنة على كلا الطرفين.

وعندما دخل الأوس والخزرج في الإسلام تلاشت العداوة بينهما بعد هجرة النبي بل كانت الأخوة الإسلامية هي التي تربط بينهما مع باقي المسلمين.

كذلك أقام النبي اتفاقات ومعاهدات بين المسلمين ويهود المدينة فالدولة التي تكون تحت السيادة الإسلامية وتطبق فيها أحكام الإسلام لم يكن كل مواطنيها مسلمين عبر التاريخ لأن الإسلام جاء رحمة للعالمين وأحكامه العادلة تشمل المسلمين وغيرهم داخل الدولة.

              وجاء الإسلام ليلغي سياسة يهود فرق تسد ويقضي على العنصرية والعرقية فأخوة الإسلام فوق العرق وفوق النسب.

كان بلال الحبشي مؤذن النبي، وصهيب الرومي يعلم المسلمين دينهم وسلمان الفارسي صاحب فكرة حفر الخندق في غزوة الأحزاب وعندما سئل أنت إبن مَن فقال: أنا ابن الإسلام وكان يقول عنه النبي صلى الله عليه وسلم: سلمان منا آل البيت.

وبذلك كان صحابة نبي الإسلام من العرب والفرس والروم والأحباش حيث جمع العرب والعجم قائلا: لا فرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى، لم يتوقف أعداء الإسلام في التفريق بين المسلمين ولن يتوقفوا ما بقي بأسهم بينهم شديد ونسوا أخوة الإسلام.

منظمة التعاون الإسلامي

              واليوم تضم منظمة التعاون الإسلامي كل الدول الإسلامية ومنها إيران والسعودية وتركيا وغيرها، وشأن أعداء الإسلام كما شأن يهود هو التفريق بين المسلمين على أساس أعراقهم ومذاهبهم فكانت إيران الشيعية الفارسية وتركيا الأعجمية غير العربية والسعودية العربية هي منشأ المنافسة والصراع الذي خلقه العدو بين الدول الثلاث.

              نجد إيران تتوسع على حساب الدول العربية السنية في العراق وسوريا ولبنان واليمن، كما تتعاون السعودية مع اليونان وفرنسا ومصر ضد تركيا بل ضد شعوبهم في محاولة للتطبيع مع العدو الصهيوني.

أما تركيا فهي تحارب على حدودها الميليشيات الإنفصالية المدعومة خارجيا بحجة إنشاء دولة الكرد الكبرى على حساب تركيا والعراق وسوريا وإيران، وكل هذه الصراعات بين دول إسلامية كلها أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي.

              ومع هذه المنافسة فمن يكون أحق بقيادة العالم الإسلامي؟ على أساس فن توزيع الأدوار بين الدول الإسلامية وليس احتكارها من قبل دولة واحدة، وتعاون بين أكفاء لا منافسة على الصدارة الجوفاء: السعودية أم إيران أم تركيا، ولكي نجيب على هذا السؤال علينا التعرف على:

  1. مهام القيادة وما تسعى إليه الشعوب المسلمة من وحدة العالم الإسلامي
  2. السياسة الداخلية والخارجية للدول الثلاث، وهل تستطيع أي منها تحقيق آمال الشعوب؟
  3. ما علاقة الدولة المؤهلة للقيادة بالدول الكبرى في المنطقة: أمريكا – روسيا – الصين – الاتحاد الأوروبي – إيران – الدول العربية
  4. ما التحديات التي تواجهها الدولة المؤهلة للقيادة وكيفية مواجهتها؟

مهام القيادة

  1. حماية الدولة داخليا وخارجيا
  2. عدم تدخل الدول الكبرى في الشئون الداخلية للدولة بدعم حزب ما ماديا وسياسيا ليكون مواليا للمحتل وبالتالي تصبح سياسة الدولة خاضعة لسياسات الدول الكبرى.
  3. في حال وجود أنظمة حكم استبدادية وموالية للدول الكبرى على حساب الشعوب يجب أن تكون هناك آلية لقادة العالم الإسلامي للتخلص من هذه الأنظمة دون الإستعانة بالدول الكبرى التي تهدف لمزيد من التقسيم للدول الإسلامية.
  4. منع وقوع صدام مباشر بين الدول الكبرى في منطقة الشرق الأوسط التي تمثل قلب العالم.
  5. حصر مصالح الدول الكبرى في المنطقة بحيث يمكن ضرب تلك المصالح دفاعا عن الشعوب في حال تواطئها مع الأنظمة الاستبدادية.
  6. احترام الدول الكبرى للحدود الدولية التي رسموها بأنفسهم واتُفِقَ عليها وعدم السماح لها بتغيير هذه الحدود تبعا لما يروق لها وللطرف الذي تدعمه كما فعلت في السودان واندونيسيا.
  7. حل الصراعات الحدودية بين الدول الإسلامية عن طريق منظمة التعاون الإسلامي دون الإستعانة بالأمم المتحدة التي لم تنجح في حل هذه الصراعات منذ إنشائها بل هي تساهم في تعميق هذه الصراعات واستخدامها في تقسيم الدول.
  8. حل الصراعات الحدودية مع الدول غير الإسلامية كالصراع بين أذربيجان وأرمينيا وبين الصين وتركستان الشرقية وغير ذلك.
  9. المشاركة في حل الصراعات الدولية التي قد تنشأ بين الدول الكبرى أو بين الدول غير الإسلامية كالصراع القائم اليوم بين روسيا وأوكرانيا لمنع حرب إقليمية قد تمتد آثارها إلى دول العالم الإسلامي.
  10. منع الدول الكبرى من استغلال الحروب الدائرة في بعض الدول لتقسيمها كما يحدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن والصومال والسودان وأثيوبيا وأوكرانيا ودول شمال أفريقيا والساحل الأفريقي وغيرها.

السياسة السعودية

  • اعتقال العلماء والمفكرين والسياسيين المعارضين.
  • عدم وجود حياة سياسية في المملكة.
  • إنشاء هيئة الترفية وإنشاء معابد للبوذيين وكنائس للنصارى على أرض الحرمين مما قلل من هيبة السعودية بين الشعوب المسلمة.
  • التطبيع الإقتصادي مع العدو الصهيوني المتمثل في مشروع نيوم وشراء جزيرتي تيران وصنافير كي تسيطر من خلالهما اسرائيل على البحر الأحمر وبالتالي يتعرض الأمن القومي للدول المطلة عليه للخطر.
  • فشل المملكة التي كانت تقود التحالف الدولي في اليمن لحل الأزمة اليمينة.
  • اعتداء الحوثي الذي يمثل مجرد ميليشيات تدعمها إيران على أراضي المملكة.
  • دعم أعداء تركيا وتزعم محاربة الإقتصاد التركي من خلال مقاطعة المنتجات التركية وهي أحد أعضاء منظمة التعاون الإسلامي.
  • دعم الإنفصاليين الأكراد في سوريا والعراق لحصار وتقسيم تركيا.
  • دعم النظام السوري الذي قتل وهجرالسنة من سوريا تمهيدا لتقسيمها على أساس مذهبي كما فعلت أمريكا في العراق.
  • دعم الإنقلاب العسكري في مصر على الرئيس المنتخب من الشعب خوفا من وصول الثورة إلى أرض جزيرة العرب.
  • اتباع السياسة الأمريكية الغير أخلاقية في المجتمع السعودي لإفساده.

بدأت السياسة السعودية تتغير بعد عام 2021 من خلال إعادة إنشاء تحالفاتها وتحسين علاقاتها بدول الجوار في مصر وإيران وتركيا.

كما بدأت السعودية تتجه إلى توسيع سياساتها الخارجية باتجاه الصين وروسيا بعد أن كانت قاصرة على الولايات المتحدة خاصة أن أمريكا لم تقدم الدعم اللازم للسعودية لحماية أمنها القومي من هجمات الحوثي أثناء الحرب في اليمن.

ويبدو أن الأزمات التي تعصف بالعالم الإسلامي أصبح يجبره على تغيير سياساته حتى لا يجد نفسه فريسة للاحتلال المباشر من جديد بعدما رأينا ما يحدث في دول المنطقة والتي بلا شك سيصل تأثيرها إلى باقي دول العالم الإسلامي.

السياسة الإيرانية

  • داخليا اضطهاد أهل السنة في إيران وعدم حصولهم على حقوقهم المشروعة من حقهم في إنشاء الأحزاب وممارسة العمل السياسي وغيره من الحقوق، ولم يسلم الشيعة العرب من هذا الإضطهاد في إقليم الأحواز المحتل ذو الأغلبية العربية، وكذلك الحال في إقليم بلوشستان.
  • قتل الشعب السوري بدعم بشار وميليشيات حزب الله وتهجير أهل السنة لتكريس الحكم فيها للشيعة الموالين لإيران.
  • دعم ميليشيات الحوثي في اليمن ضد الشعب اليمني الثائر.
  • تدمير العراق وتهجير السنة منها تمهيدا لتقسيمها على أساس مذهبي.
  • دعم إيران لأرمينيا في حربها ضد أذربيجان التى تسعى لتحرير أرضها من الإحتلال الأرمني
  • ضرب استقرار أفغانستان ومحاولة تقسيمها طائفيا وعرقيا ومذهبيا، ودعم المعارضة المقيمة في طاجكستان لتتولى رئاسة أفغانستان والممثلة في أحمد شاه مسعود.
  • الدعم الإيراني للهند ضد دولة باكستان المسلمة.

وكما تغيرت السياسة السعودية بعد عام 2021، تغيرت كذلك السياسة الإيرانية تجاه دول الجوار لضمان أمنها القومي من ناحية، وكذلك حتى لا تقع في الفخ المنصوب لها من أمريكا لجرها إلى حرب استنزاف مع دول الجوار كما حدث في الثمانينات بين العراق وإيران وانتهت باحتلال أمريكا للعراق.

أعادت السعودية علاقاتها مع إيران، وتوقفت الحرب في اليمن بعد أن أدرك الجميع أن الرابح الوحيد من هذه الحرب هي أمريكا التي تريد السيطرة على كل دول المنطقة من خلال استمرار الحروب بينها.

السياسة التركية

  • دعم الشعب السوري عن طريق استقبال اللاجئين حيث تستقبل أكثر من 3 ملايين لاجئ سوري بالإضافة إلى عدد آخر من اللاجئين من العراق وأفغانستان ودول الربيع العربي.
  • تحرير بعض الأراضي السورية على الحدود التركية لتكون ملاذات آمنة للشعب السوري الذي تم تهجيره على أيدي الميليشيات الإيرانية والروسية وحزب الله والميليشيات الإنفصالية التي تدعمها أمريكا.
  • تقديم الدعم العسكري والسياسي لحكومة الوفاق الليبية الشرعية والمدعومة من الأمم المتحدة حتى لا تسقط العاصمة طرابلس في أيدي ميليشيات حفتر وداعميه وكذلك ميليشيات فاجنر الروسية.
  • المساندة العسكرية والسياسية والإقتصادية لقطر عندما تم حصارها من دول الخليج ومصر.
  • الدعم السياسي والعسكري لأذربيجان لتحرير إقليم ناجورني قره باغ المحتل من أرمينيا.
  • الدعوة لوحدة الأراضي السورية والعراقية والليبية والأوكرانية والحفاظ على الحدود الدولية التي أقرتها القوانين الدولية.
  • الحفاظ على حقها في جرفها القاري ومياهها الإقتصادية في شرق المتوسط من الإعتداءات الفرنسية واليونانية.
  • رفض الوصاية الأمريكية على قرارها السياسي والإقتصادي والعسكري بحصولها على منظومة الدفاع الروسية اس 400 رغم اعتراض الولايات المتحدة.
  • الصناعات الدفاعية التركية أثبتت فعالية في الحروب التي خاضتها في ليبيا وسوريا وأذربيجان رغم حظر بعض الدول لأجزاء من معداتها
  • العسكرية كما فعلت كندا ما جعلها تعتمد على انتاجها ذاتيا.
  • رفضها للسياسة الدولية الحالية القائمة على احتكار الدول دائمي العضوية في مجلس الأمن في اتخاذ القرارات الخاصة بمناطق الصراعات ما جعلها تفشل في حلها بدعوته الدائمة: العالم أكبر من خمسة.

أهمية العالم الإسلامي في توازن القوى العالمية

              إن العالم الإسلامي يمثل قلب العالم وهو عامل توازن بين القوى العظمى التي تتصارع عليه وكان الهدف الأول لهذه القوى هي منع قيام أي قوة كبرى في هذا القلب بأي ثمن. فكانت لعبة تمزيق دوله أولا ثم خلق إسرائيل ثانيا هي السياسة التي اتبعتها لتحقيق هذا الهدف، وتقع مسئولية كبيرة على الدول الإسلامية الآن وهي ألا تبقى غنيمة ثمينة تتصارع عليها الدول العظمى وتُرسم مصائرها في عواصم أخرى.

              يقود العالم الإسلامي منذ قرن أو أكثر الدول العظمى على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية خاصة بعد تفكك الإتحاد السوفيتي في 1990 وانتهاء الحرب الباردة بين المعسكرين.

وبعد أن كان الإحتلال الأمريكي بالوكالة عن طريق دعمها لأنظمة الحكم الإستبدادية الموالية لها أصبح بعد الحرب الباردة احتلالا أمريكيا مباشرا للأرض الإسلامية كما حدث باحتلالها أفغانستان في 2001 واحتلال العراق في عام 2003.

              ومع انفجار الدول العربية بثورات الربيع بدأت الدول العظمى وغيرها تحاول أن تتدخل في الصراع لإعادة تقسيم الدول العربية باحتلال مباشر من جديد بعد أن وجدت الجنود الأمريكان على الأرض العربية.

وبدأت روسيا وإيران بالتدخل في الحرب الدائرة في سوريا مع النظام ضد الثوار، وكذلك بدأ التدخل الأممي في الحرب الدائرة في ليبيا دعما للإنقلابي حفتر ضد الثورة الليبية.

              في اليمن أنشأت أمريكا تحالفا دوليا تقوده السعودية تحتى مسمى إنهاء الحرب الأهلية في اليمن بين الحوثيين والثوار، وقد وزعت أمريكا المهام في سوريا وليبيا واليمن لتظفر وحدها بمصر عن طريق هندستها للإنقلاب العسكري على الرئيس المنتخب محمد مرسي في 3 يوليو 2013.

وامتد الصراع ليشمل تركيا التي أيدت حق الشعوب في اختيار حكامها فتم حصارها من جميع الجهات لترضخ للضغوط الدولية لتصبح منطقة الشرق الأوسط بكاملها برميل بارود مشتعل يوشك أن ينفجر في وجه العالم كله.

القوى التي تتنافس على قيادة العالم الإسلامي

تسعى الولايات المتحدة الأمريكية لمزيد من التقسيم لدول العالم الإسلامي إلى دويلات بحيث يصعب جمع شتاتها وتستمر الصراعات فيما بينها، وفي نفس الوقت تحاول أن تفسد العلاقة القائمة بين دوله عن طريق دعم دولة على حساب دولة أخرى بحجة أحقيتها لقيادة العالم الإسلامي، كما فعلت بريطانيا من قبل لإسقاط الخلافة الإسلامية العثمانية.

نعطي مثالا: أمريكا تسعى لتقسيم السعودية بإعتبارها مهد الإسلام وأرض الحرمين الشريفين، وتوهم النظام السعودي بأنه الأحق بقيادة العالم الإسلامي لعدة أسباب منها:

  • ابتزاز الدولة ماديا
  • السيطرة على قرارها السياسي والإقتصادي والعسكري
  • إفساد العلاقة بين السعودية وباقي دول الجوار حتى تُترك وحيدة حين تبدأ عملية التقسيم
  • إشعال الصراع المذهبي السني الشيعي حتى تدخل المنطقة بكاملها في حرب إقليمية تستنزف قوة الدول المشاركة في تلك الحرب

          وفي نفس التوقيت الذي تدعم فيه أمريكا السعودية تدعم أيضا إيران، وهذا الدعم ليس هدفه تقوية إيران كدولة توسعية على حساب الدول العربية والإسلامية ولكن كي تزيد الصراع بينها وبين العالم الإسلامي لاستنزاف أطراف الصراع.

تركيا

               قوة تسعى لجمع شتات العالم الإسلامي بعد تمزق دام 100 عام على الأقل على أيدي أنظمة الحكم الموالية للغرب، وهي الدولة الإسلامية المؤهلة حاليا لهذا الدور مع دعم باقي الدول الإسلامية لها للقيام بهذا الدور.

وهناك وسائل كثيرة متداخلة يتبعها الغرب والشرق في السيطرة:

  1. العمل مع الأنظمة العميلة والإنقلابية الموالية للمحتل وهي الطريقة التي تتبعها أمريكا منذ انتصارها في الحربين العالميتين الأولى والثانية.
  2. دعم ميليشيات داخل الدولة تكون بديلا عن جيوش الدول المحتلة ليكون القتلى من الفريقين من الشعوب نفسها ومن أموال الدولة التي يتم احتلالها دون أن تخسر هذه الدول مالا أو عتادا أو أفرادا كما نرى ذلك في ليبيا وميليشيات حفتر، وفي سوريا والميليشيات الإنفصالية التي تخدع الشعب تحت مسمى إنشاء دولة كردية كبرى وتهدف إلى تقسيم الدول لإنشاء دويلات جديدة كما حدث في جنوب السودان وتيمور الشرقية.
  3. ضرب الدول الإسلامية ببعضها البعض كما يحدث الآن بين تركيا والدول العربية التي تحكمها أنظمة إنقلابية واستبدادية، والصراع القائم حاليا بين الجزائر والمغرب، وبين مصر والسودان.
  4. السيطرة على منابع النيل لخلق منطقة صراع بين دول المنبع ودول المصب يصب في صالح الدول التي تتحكم في الصراع سياسيا وعسكريا وأمنيا وإقتصاديا.
  5. خلق صراع بين الدول الإسلامية وغير الإسلامية كما يحدث بين باكستان والهند، وبين أذربيجان وأرمينيا، وبين أفغانستان وإيران، وغيرها.

              ونتيجة لتلك الأوضاع فإن العالم الإسلامي يقع تحت تأثير وسيطرة التنسيق وتبادل الأدوار بين الدول الكبرى: أمريكا وروسيا والصين

  • أمريكا: تدعمها دول أوروبا والعدو الصهيوني ونظم الحكم الإستبدادية في المنطقة
  • روسيا: تدعمها فرنسا وإيران وأرمينيا وبعض الأنظمة العربية
  • الصين: تدعمها إيران والأنظمة العربية

          كما أن تداخل العلاقات بين تلك الدول جعل الصراع معقدا ومتناقضا يحتاج إلى سياسي خبير ليتمكن من الإستفادة من تلك التعقيدات والتناقضات.

ولن يتحرر العالم الإسلامي من تلك الهيمنة إلا بوحدة العالم الإسلامي بحيث تكون الأولوية للتعاون في كل المجالات أولا مع الدول الإسلامية ثم يليه التعاون مع باقي الدول على أساس الندية في العلاقات، وهذا يستلزم أن تكون هناك إرادة وإدارة لتحقيق تلك الوحدة.          

أمريكا تقود الثورة المضادة لثورات الربيع العربي

              اليوم أصبح هناك صراعا دوليا في سوريا، حيث تتنافس كل من أمريكا وروسيا وإيران وفرنسا على الأرض السورية، كما يتدخل العدو الصهيوني في الصراع لنقل المعارك من الجنوب المجاور للأرض المحتلة إلى الشمال المجاور لتركيا لاستنزاف الدولة التركية في معارك يشارك فيها عدة اطراف.

              أما في اليمن فالصراع قائم بين السعودية التي تقود التحالف الدولي لحل الأزمة اليمنية (والذي شكلته أمريكا للسيطرة على الوضع في اليمن) وبين إيران الداعمة لميليشيات الحوثي والتي تسعى لتقسيم اليمن لتحقق مشروعها الذي تسعى إليه في المنطقة بالتوسع على حساب الدول العربية كما فعلت في العراق وسوريا ولبنان.

              أما أطراف الصراع في ليبيا فتتمثل في أمريكا وروسيا وفرنسا وبعض الأنظمة العربية الداعمة لحفتر وعلى الطرف الآخر تركيا التي وقعت اتفاقا مع حكومة الوفاق التي دعمتها الأمم المتحدة ليس حبا في الثورة والثوار في ليبيا وإنما للسيطرة على المجاهدين في الغرب الليبي الذي يقاوم قوات حفتر التي تسعى للسيطرة على العاصمة ووأد الثورة.

وهذه لعبة أمريكا في المنطقة، فهي توزع الأدوار بينها وبين الأمم المتحدة، أمريكا مع حفتر في الشرق الليبي والأمم المتحدة مع الثوار في الغرب حتى يستمر الصراع بين الشرق والغرب ويُقتل الشعب الليبي في طرابلس الغرب بيد الشعب الليبي في طبرق الشرق وبمشاركة ميليشيات حفتر وفاجنر، حتى يرضخ الشعب الليبي مع استمرار الحرب إلى قبول تقاسم السلطة وبالتالي تقسيم الدولة.

تركيا قوة إقليمية صاعدة

              ولكن مع ظهور قوة جديدة على مسرح السياسة الإقليمية والدولية وهي تركيا، فقد أصبحت طرفا مهما وفاعلا في أغلب صراعات المنطقة بعد أن كانت إحدى مناطق الصراع ولا زالت تحاول الخروج من هيمنة الدول الكبرى بحكم جغرافيتها وتاريخها.

              ظهرت تركيا في الصراع السوري بإعتبارها جارة لها من الجنوب وفُرِض عليها التدخل لتحمي حدودها وكيانها كدولة، كما كانت طرفا في إدارة الصراع الليبي بعد أن وقعت اتفاقية بحرية مع حكومة الوفاق كي تحمي حدودها المائية في شرق المتوسط.

وكداعم رئيسي لثورات الشعوب العربية حيث كانت في صف الثوار والحكومة ضد ميليشيات حفتر، أما في اليمن ربما للبعد الجغرافي بين الدولتين وكذلك كون السعودية طرفا في الصراع لم تتدخل تركيا حتى الآن رغم مطالبة الكثيرين لها بالتدخل للمشاركة في حل الأزمة اليمنية.

إيران وسياستها التوسعية

              كما ظهرت إيران كقوة ولكن كقوة معادية للشعوب العربية والإسلامية حيث دعمت بشار في سوريا ضد الشعب السوري الثائر وكذلك دعمت ميليشيات الحوثي في اليمن على حساب الحكومة المنتخبة.

كما ظهر دعمها للإحتلال الأمريكي للعراق وأفغانستان، وهذ الذي تقوم به إيران ضمن مشروعها التوسعي على حساب الأرض العربية والإسلامية، فلم تخف دعمها لأرمينيا في حربها ضد أذربيجان التي تحارب من أجل أرضها المحتلة من أرمينيا منذ 30 عاما،

ولم تستطع الدول الكبرى الوصول إلى تسليم إقليم قرة باغ سياسيا لآذربيجان وتم تجميد وضع الإقليم الذي كانت تسيطر عليه أرمينيا حتى استطاعت أذربيجان بدعم تركي من تحرير جزء من القطاع وتم وقف إطلاق النار على أساس حل المشكلة بين أرمينيا وأذربيجان سياسيا.

السعودية والربيع العربي

              أما السعودية فقد تدخلت في الصراع اليمني مدعومة من أمريكا التي جعلتها تقود التحالف الدولي في اليمن لحل الأزمة هناك لكنها حتى الآن لم تحسم الحرب في اليمن لصالح الشعب اليمني ووحدة التراب اليمني.

وتدخلت في الصراع السوري بدعم بعض الثوار ضد البعض الآخر حتى لا تنتصر الثورة السورية ويبقى الصراع ممتدا إلى ما لا نهاية، كذلك تدخلت السعودية في الصراع المصري بين العسكر ورئيس الدولة الذي كان ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين فحولوا الصراع من مقاومة للإنقلاب العسكري ومحاولة إسقاطه إلى صراع بين العسكر والإخوان الذي أصبح الآن صراعا بين الجيش والشعب.

              ونتيجة للتدخل التركي في حل الصراعات القائمة في دول الربيع العربي الذي امتد إليها بحكم الجوار فقد قررت الدول التي تشارك في إدارة الصراع إبعاد تركيا عن إدارته فقامت بمحاولة انقلاب فاشلة على الرئيس التركي المنتخب رجب طيب اردوغان في 15 من تموز يوليو 2016.

ونتيجة لفشل هذا الإنقلاب في تركيا قررت الدول الكبرى حصار تركيا برا وبحرا وجوا من كل الإتجاهات، فأشعلت حربا بين أذربيجان وأرمينيا دعمت فيه تركيا أذربيجان لتحرير أرضها والتي كانت نقطة تحول كبرى في المنطقة حيث أظهرت قدرات تركيا السياسية والعسكرية في حل الصراعات بين الدول.

وظهرت الدول الكبرى ومعها الأمم المتحدة ومجلس الأمن بمظهر العاجز عن حل أي صراعات دولية، ما جعل لتركيا مصداقية وثقة وقدرة على حل النزاعات.

          وترى المملكة السعودية نفسها أحق بقيادة العالم الإسلامي بحكم تواجد الحرمين الشريفين على أرض جزيرة العرب، بعد أن أخرجت مصر من المنافسة بمشاركتها في إسقاط النظام المصري المنتخب بدعم الإنقلاب العسكري الذي أصبح يهدد فعليا الدول العربية والإسلامية بدعمه لبشار وحفتر ووقوفه مع العدو الصهيوني واليونان ضد تركيا.

السعودية وقيادة العالم الإسلامي

كما ترى السعودية أحقيتها بقيادة المنطقة العربية بعيدا عن تركيا لأنها ليست دولة عربية بل تدعم أعداء تركيا علانية ونسيت أن تركيا دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي وهناك اتفاقية دفاع مشترك بين الدول الأعضاء لمنع أي دولة من الإعتداء على دولة أخرى عضو في المنظمة.

              لكن الحقيقة الواقعة أن مصر والسعودية خرجتا من المنافسة على القيادة نتيجة لسياستهما الداخلية من إعتقال العلماء والمفكرين وإلغاء الأحزاب وشل الحياة السياسية والإقتصادية في البلدين بالإضافة إلى سياستهما الخارجية الداعمة لأعداء الشعوب المسلمة.

ولن تستطيع السعودية بسياستها الحالية أن تدعي أحقيتها بقيادة العالم الإسلامي لوجود الحرمين الشريفين بها أو بالسياسة التي تنتهجها الدول الكبرى لإشعال العداوة بين الدول العربية والإسلامية لإخراج تركيا من معادلة القيادة لأنها ليست عربية، أو عن طريق شن حرب إعلامية على تركيا بأنها تحتل أرض عربية في سوريا وليبيا.

              كذلك خرجت إيران من المنافسة بإعتبارها دولة شيعية تتمدد على حساب المسلمين السنة في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن كما تحاول أن تشعل حربا أهلية في أفغانستان بعد وصول حركة طالبان إلى السلطة عن طريق دعم المعارض المنشق أحمد شاه مسعود.

ورغم الدعم الأمريكي والروسي والصيني لإيران إلا أن الشعوب المسلمة ترى في إيران عدوا تاريخيا لها، ولن يشفع لها تقديم الدعم للمقاومة في فلسطين.

              ولتحديد السياسة التركية تحديدا دقيقا لتقييم قدراتها السياسية والعسكرية والإقتصادية كطرف فاعل في السياسة الدولية يجب دراسة العلاقات التركية الروسية، العلاقات التركية الأمريكية، العلاقات التركية الصينية، العلاقات التركية الإيرانية وأولا وأخيرا العلاقات التركية العربية كوحدة واحدة تمثل العالم الإسلامي.

العلاقات التركية الروسية

أوكرانيا

تسعى روسيا لاحتلال الأراضي الأوكرانية، بدأت باحتلال جزيرة القرم ثم دعم الإنفصاليين الموالين لروسيا في دونباس، وتركيا تدعم وحدة الأراضي الأوكرانية تطبيقا واحتراما للقوانين الدولية ومنظمة الأمم المتحدة التي يجب أن تلتزم بواجباتها في حماية أعضائها،

وإذا استمرت روسيا بدعم الإنفصاليين في دونباس فسوف تضطر أوكرانيا بدعم الإنفصاليين في الشيشان وداغستان حتى ينالوا استقلالهم عن روسيا وبالتالي تتعرض روسيا لمزيد من التفكك وهذا ما لا تسعى إليه تركيا.

              كما أن اعتداء روسيا على الأراضي الأوكرانية يهدد شرق أوروبا مما يضع المنطقة بكاملها على حافة حرب لا نعلم إلى أين تصل؟ وتسعى تركيا من خلال علاقاتها المتميزة مع روسيا وأوكرانيا للوصول إلى حل يضمن وحدة أراضي كلا الدولتين ومنع الصدام بينهما وحماية لدول أوروبا باعتبار تركيا عضوا في حلف الناتو.

أذربيجان

دعمت تركيا أذربيجان في تحرير أراضيها المحتلة ومنها إقليم ناجورني قره باغ والذي تحتل أرمينيا جزء منه حتى الآن بعد وقف إطلاق النار بين أذربيجان وأرمينيا برعاية تركية روسية.

واستطاعت تركيا بالفعل أن تنجح فيما فشلت فيه الدول الكبرى منذ 30 عاما، بل تسعى أيضا إلى إقامة علاقات طبيعية مع دولة أرمينيا كدولة مستقلة لها قرارها وتحترم الحدود الدولية مع جيرانها، خاصة أنها لها حدود مشتركة مع تركيا.

وعليها أن تنسحب من باقي الأراضي الأذرية سلميا حتى لا تضطر أذربيجان مدعومة بمنظمة الدول التركية من تحرير ما بقي من أراضيها بقوة السلاح.

سوريا

تحتل روسيا جزء من الأرض السورية بحجة دعمها للنظام السوري كما تقيم قواعد عسكرية لها هناك، وقد قامت تركيا بحماية حدودها مع سوريا بإنشاء مناطق آمنة لمن تم تهجيرهم قسرا نتيجة الحرب الدائرة هناك.

وهناك اتفاقيات بين تركيا وروسيا لحل المشكلة السورية سياسيا وتفاوضيا مع القوى الثورية والنظام السوري، وهذا الملف من الملفات الشائكة  التي سوف تثبت قدرة تركيا على حل صراعات المنطقة وحماية شعوبها.

              وتسعى بعض الأطراف إلى نشوب حرب مباشرة بين تركيا وروسيا بهدف استنزاف قوة الطرفين ولن يستفيد أي طرف من تلك الحرب سوى أمريكا وحتى أوروبا قد تصل إليها الحرب حيث لن تقتصر الحرب على الطرفين المباشرين في الصراع بل ستمتد لتشمل الدول الداعمة لكل منهما.

العلاقات التركية الأمريكية

              تركيا عضو في حلف الناتو الذي أنشأته أمريكا لمنع التمدد الروسي غربا في اتجاه أوروبا، والآن تتوسع لتضم دول الشرق الأوسط ضمن مهام الحلف.

والصدام المباشر بين تركيا وأمريكا الذي يتوقعه البعض بعد حشد أمريكا قواتها العسكرية في اليونان، لن يكون لصالح دول المنطقة بما فيها اليونان التي حولتها أمريكا إلى قاعدة عسكرية لها بعد أن بدأت تركيا بالمطالبة بحقها في جرفها القاري في شرق المتوسط ومنع اليونان من الإستيلاء على حقها في ثروات البحر المتوسط.

وعلى اليونان أن تتعامل كدولة مستقلة لها سيادة تستطيع من خلالها إبرام اتفاقيات ثنائية وعلاقات متوازنة مع دول الجوار وبخاصة تركيا.

          وإذا كان اعتراض أمريكا على حصول تركيا على منظومة الدفاع S400 من روسيا فهذا لا يشكل أي تهديد على أمريكا أو أي دولة أخرى، كما أن اليونان قد حصلت على منظومة دفاعية روسية من قبل ولم تعترض أمريكا.

علاقات متناقضة لا تصلح بين الحلفاء

وحصول تركيا على تلك المنظومة هو لصالح حلف الناتو حيث يستطيع الوصول إلى أحدث المنظومات الدفاعية الروسية من خلال حليف قوي لروسيا في المنطقة.

              هذا التناقض الغريب الذي تتعامل به أمريكا مع أعضاء الحلف يشكل خطرا على بقائه حيث قررت مد اليونان بطائرات F35 في حين منعت تركيا أحد الشركاء في تصنيعها من الحصول عليها.

وهذا يؤدي إلى زعزعة الثقة بين الأعضاء وربما إلى تفكك الحلف وبالتالي ينتفي السبب لوجود أمريكا في البحر المتوسط، حيث ستتأثر المصالح الأمريكية بكاملها في منطقة الشرق الأوسط وهذا سيؤثر على مصداقية أمريكا كدولة عظمى تقود العالم.

              كذلك نشوب صراع مباشر بين تركيا وأمريكا سوف يؤدي إلى خسارة أمريكا علاقاتها مع كل الدول العربية والإسلامية بلا استثناء باعتبار أن تركيا دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي، وكذلك للمواقف المشرفة والمتعددة التي قامت بها تركيا خلال العشر سنوات الماضية على المستوى الإقليمي والدولي.

العلاقات التركية الصينية

              تعد الصين من الدول الكبرى والتي تمتد علاقاتها الإقتصادية مع كثير من الدول ومنها تركيا التي تسعى لإحداث توازن في منطقة وسط آسيا لمنع أي صدام بين روسيا والصين.

وقد أنشأت المجلس التركي منذ عام 2009 لتحقيق هذا الهدف، وقد تحول المجلس إلى منظمة الدول التركية، وتضم تركيا وأذربيجان وكازاخستان وقرغيزيا وأوزبكستان، والمجر بصفة مراقب.

وتهدف تركيا إلى تحقيق التضامن السياسي، والتعاون الاقتصادي والتجاري، والتواصل الثقافي، وتنمية العلاقات الإنسانية والاجتماعية بين الدول الأعضاء.

         كما تسعى المنظمة لتكون طرفا فاعلا في حل الصراعات الحدودية بين دولها، وكذلك المشاركة في تحرير ما تبقى من أرض أذربيجان المحتلة من أرمينيا بالطرق السلمية، بالإضافة إلى إقامة علاقات متوازنة مع أرمينيا كدولة مستقلة لتحقيق السلام والاستقرار والتعاون بمنطقة القوقاز.

الصراع الإسلامي الصيني

              والصراع الشائك بين العالم الإسلامي والصين هو احتلالها لدولة تركستان الشرقية التي أسمتها الصين إقليم شينجيانج والذي يسكنه أغلبية مسلمة من الأيغور الذين تنتهك الحكومة الصينية حقوقهم الدينية والسياسية.

كما تحتل الصين جزء من إقليم كشمير المتنازع عليه بين باكستان والهند، وهو يضم أغلبية مسلمة ترغب في الإنضمام إلى باكستان لكن مجلس الأمن فشل في تنفيذ قراره بعمل استفتاء لمواطني الإقليم منذ عام 1947.

ويجاور الصين دول وسط آسيا المسلمة وكذلك لها علاقات اقتصادية ممتدة مع الدول الإسلامية ومنها تركيا وباكستان وأفغانستان، بالإضافة إلى علاقاتها المتميزة مع الدول العربية.

               كل ذلك يحتم على الصين احتراما لجوارها المسلم أن تعيد النظر في سياساتها تجاه مسلمي الأيغور وغيرهم من المسلمين حتى ينالوا حقوقهم الدينية والسياسة كاملة كأي مواطن يعيش على أرضها.

كما يجب على الصين كدولة كبيرة مهيئة لأن تكون لاعبا في السياسة الدولية ألا تسمح لأمريكا أن تستغل الإنتهاكات التي تحدث لمسلمي الأيغور لتشويه العلاقة بين الصين والعالم الإسلامي.

واستمرار تلك الإنتهاكات قد يؤدي إلى مقاطعة الدول الإسلامية للمنتجات الصينية وهذا يمثل تحديا للإقتصاد الصيني على المدي البعيد.

العلاقات التركية الإيرانية

              لا يمكن فصل العلاقات التركية الإيرانية عن علاقات إيران مع روسيا وأمريكا والصين خاصة مع تداخل عدة ملفات مع تلك الدول وأهمها الملف العراقي والملف السوري.

وإيران دولة جارة لتركيا وبالتالي يجب المحافظة على توازن العلاقات بينهما حتى لا تتطور إلى صراع إقليمي سيخسر فيه الطرفان بلا شك كما حدث من قبل في الحرب التي استمرت ثمان سنوات بين العراق وإيران أدت إلى استنزاف قوة البلدين وكانت النتيجة هي احتلال العراق بتعاون إيران مع أمريكا ثم تسليمها في النهاية لإيران.

              فهل تتخيل إيران أو أمريكا أن هذه الكارثة سوف تتكرر مرة أخرى مع إختلاف أحد أطراف الصراع؟

لقد رأت الشعوب العربية إيران على حقيقتها كشريك في جرائم أمريكا في المنطقة بدءا بلبنان ثم العراق والآن سوريا واليمن،

وأصبحت إيران عدو للشعوب العربية والإسلامية بعد تمددها في المنطقة على حساب الدول العربية، وكذلك دعمها لأرمينيا ضد أذربيجان في الحرب التي دارت بين الدولتين.

              ورغم موقف الشعوب المسلمة من إيران اليوم كدولة توسعية طائفية إلا أن تركيا لا ترغب في الصدام معها بحكم الجوار وأنها عضو في منظمة التعاون الإسلامي، كما تسعى للحفاظ على وحدة سوريا والعراق واحتفاظ كل دولة بحدودها الدولية المتفق عليها طبقا للقانون الدولي.

ومن مصلحة تركيا وإيران ألا تنشب حرب طائفية في المنطقة والتي تسعى إليها أمريكا لمزيد من تقسيم وتمزيق الدول على أساس طائفي ومذهبي وعرقي.

وكلا البلدين يعلمان علم اليقين أن هذه الحرب لن تبقي تركيا أو إيران موحدة بالإضافة إلى سوريا والعراق واليمن وغيرها، وعلى كل من الدولتين أن تحافظ على العلاقات المتوازنة بينهما ولا تسمح بأي طرف خارجي بإفساد تلك العلاقات.

العلاقات التركية العربية

              نأتي إلى الملف الشائك وهو العلاقات التركية العربية فهي تشمل علاقة تركيا بسوريا والعراق من ناحية، ومن ناحية أخرى علاقة تركيا بليبيا ومصر وفلسطين المحتلة ثم علاقة تركيا بدول الخليج وشمال أفريقيا.

              الحدود ممتدة بين تركيا من ناحية وسوريا والعراق من ناحية أخرى وبالتالي يجب على تركيا تأمين تلك الحدود من أي اختراق قد يحدث نتيجة الحرب الدائرة في كل منهما خاصة في الشمال العراقي والسوري حيث الميليشيات الإنفصالية التي تدعمها الولايات المتحدة بهدف تقسيم تركيا وسوريا والعراق وكذلك اليمن على أساس مذهبي وعرقي وطائفي.

              وقد ترى إيران أن تلك الحرب ستكون في صالحها والحقيقة أنها سوف تنضم إلى الدول التي سيتم تقسيمها لأنها نفسها تحتوى على مجموعات كثيرة عرقية ومذهبية من سنة وشيعة وعرب وأكراد وبلوش وغيره.

ولن تسلم إيران إذن من الخطة الأمريكية في المنطقة والتي تهدف إلى تقسيم الدول الإسلامية بما فيها إيران على أساس مذهبي وعرقي إلى دويلات صغيرة بينها صراع لا ينتهي كي يصبح الكيان الصهيوني هو المهيمن على منطقة الشرق الأوسط بأسرها.

              لذلك تسعى تركيا دائما إلى وحدة الدول سوريا والعراق وليبيا واليمن كي تمنع تنفيذ الخطة الأمريكية، وعلى هذا الأساس يجب أن يكون الحديث الإعلامي عن إيران كدولة دون التطرق إلى كونها دولة شيعية صفوية تسعى بالتعاون مع الغرب والشرق للقضاء على أهل السنة، وإن كانت كذلك لماذا؟

لأن إيران كما فيها شيعة فنسبة المسلمين السُنَّة بها 30%، وكذلك يوجد شيعة في العراق وسوريا ولبنان وتركيا واليمن والسعودية وأفغانستان وأذربيجان وطاجكستان وباكستان.

فإذا تحول الصراع بين سُنَّة وشيعة كما يريد الغرب فلن تبقى دولة إسلامية دون تقسيم بما فيها تركيا وإيران وأفغانستان وباكستان.

              لذلك علينا أن نتعامل مع إيران وأكرر مرة أخرى على أنها دولة معتدية على دول أخرى هي العراق وسوريا ولبنان واليمن وعليها أن تسحب ميليشياتها من تلك الدول لتضمن لنفسها علاقات متوازنة بينها وبين باقي دول المنطقة.

ولا ننسى أن إيران إحدى دول منظمة التعاون الإسلامي فإذا لم تستطع المنظمة الحفاظ على وحدة الدول الأعضاء والدفاع عنها يمكن أن نتبع وسائل أخرى للتأثير على إيران حتى تحترم حدود دول الجوار.

              علينا أن نمنع تحويل الصراع بين الدول العربية وإيران إلى صراع إقليمي ببساطة لأن إيران دولة يمكن تدميرها من الداخل وكذلك حصارها داخل حدودها.

والأفضل لإيران أن تتعاون مع دول الجوار بدلا من التعاون مع أمريكا وروسيا والصين، فهي في النهاية دولة عضو في منظمة التعاون الإسلامي كما أنها محاصرة من كثير من الدول العربية والإسلامية.

بالإضافة إلى الداخل الذي ينتظر شرارة للثورة ضد التحيز الديني للشيعة على حساب السنة داخل إيران، وكذلك اضطهادها للشيعة العرب على حساب الشيعة الفرس.

تركيا ودول الخليج

              أما دول الخليج فهناك بعض التوازن في العلاقات خاصة مع قطر والكويت وعمان وفي الطريق دولة الإمارات والسعودية.

فإذا استطاعت تركيا أن تساهم بشكل فعال في حل الأزمة اليمينة بطريقة ما فهذا يعني أن تركيا أصبحت طرفا فاعلا ومهما في منطقة الخليج العربي خاصة بعد فشل الأمم المتحدة والدول الكبرى في حل الأزمة مدة عشر سنوات متواصلة.

كذلك يمكنها بالتعاون مع قطر وعُمان وباكستان من حماية الملاحة في الخليج العربي ضد أي اعتداء قد يحدث من إيران وحلفائها.

تركيا ومصر

              نأتي إلى العلاقة الأخطر وربما الأهم على الإطلاق وهي علاقة تركيا بالدولة المصرية خاصة مع رفض تركيا القاطع للتعامل مع قائد الإنقلاب العسكري في مصر نتيجة معاناة تركيا مع الإنقلابات على مدى تاريخها الحديث والمعاصر.

وكان آخر محاولات الإنقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016، ورغم استمرار العلاقات الإقتصادية والتجارية بين مصر وتركيا إلا أن العلاقات السياسية ما زالت محدودة.

              التباعد بين مصر وتركيا سياسيا يؤدي إلى تفاقم مشكلة الشرق الأوسط نتيجة التنسيق بين مصر والكيان الصهيوني في ملفات كثيرة منها سوريا وليبيا بالإضافة إلى قطاع غزة.

كذلك وقوف قائد الإنقلاب في مصر في صف الدول المعادية لتركيا مثل أمريكا وفرنسا واليونان والنظام في سوريا وحفتر في ليبيا.

كل هذه العلاقات المصرية المتشابكة تحتاج إلى تفكيك بحيث يقل تأثير عداء النظام المصري لتركيا ولا يؤدي في النهاية إلى صدام مباشر بين مصر وتركيا يسعى كثيرون له للقضاء على تركيا ومصر في نفس التوقيت كدولتين كبيرتين في منطقة الشرق الأوسط.

علاقات الدول الكبرى مع السعودية وإيران

              وكما تحدثنا عن العلاقات التركية مع الدول الكبرى كان يجب أن نسرد علاقات السعودية وإيران بالدول الكبرى أيضا حتى نتمكن من عمل مقارنة موضوعية بين الدول الثلاث من حيث إمكاناتها وقدراتها ومصادر القوة بها، وأيضا علاقاتها مع الدول الكبرى.

وهذا يؤدي إلى معرفة مكامن القوة والضعف لكل دولة بالإضافة إلى تفكيك علاقات الدول الكبرى مع السعودية وإيران لحماية كلتا الدولتين من حرب مذهبية قد تقع في منطقة الشرق الأوسط.

التحديات التي تواجه تركيا

  • المعارضة المدعومة من الغرب التي تسعى لإسقاط الرئيس أردوغان وحزب العدالة والتنمية في الانتخابات القادمة 2023.
  • الجمعيات الأهلية التي تدعمها الأمم المتحدة والتي تقوم بالترويج للشذوذ الجنسي والمثلية وبأن تركية ليس لها علاقة بالإسلام فهي دولة علمانية مما يشوه صورة تركيا بين الشعوب الإسلامية، وهذه الجمعيات يجب أن تخضع للسيادة التركية.
  • مشكلة اللاجئين التي تحاول المعارضة التركية إسقاط النظام الحاكم عن طريق هذا الملف بدق إسفين بين الدولة واللاجئين لإفساد العلاقة بين تركيا والعرب.
  • الميليشيات الإنفصالية على حدودها في العراق وسوريا والمدعومة من أمريكا وروسيا وإيران يشاركها بعض الدول العربية.
  • الحرب الدائرة في سوريا إحدى دول الجوار للدولة التركية.
  • الدعم الأمريكي الروسي الإيراني الفرنسي لأرمينيا لحصار تركيا من الشرق.
  • الإحتلال الروسي لجزيرة القرم التابعة لأوكرانيا ودعم تركيا لوحدة أراضي أوكرانيا والحرب الدائرة في دونباس ضد الإنفصاليين التي تدعمهم روسيا على أرض أوكرانيا.
  • طاجكستان التي تمثل مخلب القط للهند وإيران وروسيا لتواجد قواعد عسكرية لهذه الدول بها.
  • القواعد والقوات الأمريكية في اليونان بالقرب من الحدود التركية.
  • الصراع في شرق المتوسط وتدخل أطراف عديدة في هذا الصراع.

خصوم تركيا

  • أنظمة الحكم العربية الموالية لأعداء الإسلام، وهؤلاء يجب التخلص منهم بدعم الشعوب العربية لاستكمال ثوراتها ضد الإستبداد والانقلابات.
  • إيران التي تتوسع على حساب الدول العربية ودول الجوار بدعم أمريكي وروسي وصيني.
  • طاجكستان التي تعد داعما أو امتدادا لإيران في وسط آسيا خاصة أن بها قواعد عسكرية أجنبية لدول معادية لتركيا، وتحاول تركيا استقطابها للإنضمام إلى منظمة الدول التركية.
  • روسيا: وهي العدو المنافس لتركيا في عدة ملفات لكن على تركيا أن تملك من أوراق الضغط ما يجعل روسيا لا تفكر في حرب مباشرة معها لأن الطرفين سيخسران مقابل أن تكسب أمريكا وأوروبا المعركة.
  • الإتحاد الأوروبي رغم أن تركيا اليوم تحقق التوازن بين دول أوروبا وروسيا عن طريق:
    • رفضها لاحتلال جزيرة القرم التابعة لأوكرانيا.
    • وكذلك دعم وحدة أراضي أوكرانيا ورفضها التدخل العسكري الروسي في دونباس الأوكرانية.
    • كما دعمت أذربيجان في حربها ضد أرمينيا وتحرير إقليم ناجورني كاراباغ.
    • وتساهم تركيا في الحد من الهجرة إلى أوروبا بغلق حدودها في وجه المهاجرين من الدول العربية التي تشهد حروبا مثل العراق وسوريا واليمن وليبيا.
  • أمريكا: العدو الأكبر لتركيا ولكل المسلمين:
    • فهي من تدعم الميليشيات الإنفصالية لتقسيم تركيا.
    • كما حولت اليونان لقاعدة عسكرية أمريكية، ليس لأن اليونان سوف تحارب تركيا بل لتكوين جسر بين اليونان والدولة العربية التي تعدها أمريكا لحرب تركيا.
    • بالإضافة إلى الإتفاقية التي وقعتها أمريكا مع اليابان واستراليا والهند (ايكوس) والتي أعلنت أنها ضد الصين، لكنها لحصار اندونيسيا وماليزيا وبنجلاديش لضمان عدم تدخلهم في الصراع الذي تصنعه أمريكا في منطقة الشرق الأوسط.
    • كما أن أمريكا تفتح عدة جبهات في نفس التوقيت وتستخدم عدة وسائل.
    • وعلينا تفكيك هذه السياسة في المنطقة حتى نتمكن من حصارها بدلا من محاصرتها لنا.

مواجهة التحديات

أولا: منع حرب مذهبية أو عرقية إقليمية في المنطقة بين إيران والدول الإسلامية الأخرى حتى لا يتم تقسيم هذه الدول بعد أن قامت أمريكا بتجهيز الأرض لهذه الحرب عن طريق:

  • تقسيم الشعوب مذهبيا (سنة وشيعة) في الدولة الواحدة تمهيدا لتقسيمها كما في العراق وسوريا واليمن
  • تقسيمها عرقيا كما في تركيا أكراد وأتراك، وعرب وأتراك، وكما في المغرب والسودان عرب وبربر وأمازيغ وأفارقة إلخ
  • إنشاء دول عرقية كما فعلت روسيا عندما تم تقسيم دول وسط آسيا إلى عرقيات مثل قرغيزيا وأوزباكستان وتركمانستان وطاجكستان وكازخستان
  • إنشاء دول دينية كما فعلت بريطانيا في شبه القارة الهندية حيث قُسِمت إلى باكستان وبنجلاديش والهند، وكما فعلت أمريكا في السودان بإدعاء أن جنوب السودان أغلبية نصرانية، وكذلك إنشاء دولة لليهود على أرض المسلمين في فلسطين.
  • تقسيم الدول المتجانسة إلى معسكرين معسكر موالي للغرب ومدعوم من الآمم المتحدة ومعسكر آخر يسعى للتحرر من أنظمة الحكم الإستبدادية، ومنها:
    • ليبيا والصراع بين معسكر حفتر ومعسكر الثوار
    • مصر والصراع بين معسكر الإنقلاب ومعسكر الثوار
    • السودان والصراع بين معسكر الجيش ومعسكر القوى الشيوعية المدنية

ثانيا: إضعاف قوة الخصم المتمثل في إيران ليس بإعتبارها دولة شيعية بل بإعتبارها دولة إسلامية تحت السيطرة الغربية والتي يجب أن تكون تحت السيطرة الإسلامية عن طريق:

  1. تقوية السنة داخل إيران بشتى الوسائل الممكنة
  2. إضعاف الأحزاب والجمعيات المدعومة خارجيا داخل إيران وإنشاء أحزاب وجمعيات أهلية مدعومة من الدول الإسلامية الحريصة على وحدة العالم الإسلامي لتتمكن من منافسة الأحزاب الشيعية كما يمكن استقطاب الشيعة العرب المضطهدين من النظام الإيراني.
  3. إمتلاك أوراق ضغط على إيران بحيث يمكن السيطرة على قرارها السياسي والإقتصادي
  4. إفساد العلاقات الإيرانية بالدول الغربية الداعمة لها
  5. فك ارتباط إيران بسوريا والعراق على أساس وحدة كل منهما وليس على أساس طائفي أو مذهبي لإبعاد فكرة الحرب المذهبية عن المنطقة.
  6. فك الإرتباط بين إيران وطاجكستان، وبين طاجكستان والدول الكبرى التي أقامت قواعد عسكرية بها مثل الصين وروسيا والهند.

              إذا أضعفنا قوة إيران بتفكيك ارتباطها بالقوى الكبرى بحيث تقبل بحسن الجوار ووحدة الدول المحيطة بها وسحب ميليشياتها من الدول العربية أضعفنا بذلك الوجود الأمريكي والروسي والصيني في قلب العالم الإسلامي وبالتالي تستطيع تركيا أن تقيم وحدة مع الدول الإسلامية بالشكل الذي يتم الإتفاق عليه.

ثالثا: الإستفادة من المنظمات القائمة بشرط تغيير بنيتها الإدارية والقانونية كي تصبح أكثر فعالية وأكثر عدلا مع قضايا المسلمين كالآتي:

  • اقترح الرئيس التركي رجب طيب اردوغان أن يكون عدد الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن 20 عضوا بدلا من خمسة بشعاره، العالم أكبر من خمسة، ليكون هناك تمثيلا عادلا لمراكز الثقل في العالم.
  • وبما أن ربع العالم من المسلمين فيجب أن يكون خمسة من الأعضاء العشرين المقترحين من الدول الإسلامية:
    • تركيا بدورها المؤثر في إحداث التوازن في المنطقة تمثل دول وسط آسيا ومعهم إيران والمسلمين في روسيا
    • باكستان دولة كبيرة نووية تمثل أفغانستان وبنجلاديش ومسلمي الهند والصين
    • اندونيسيا دولة من دول العشرين الإقتصادية كبيرة بعدد سكانها تمثل دول جنوب شرق آسيا
    • قطر لما لها من علاقات متميزة مع الدول الكبرى ومشاركتها في اتفاق السلام بين أفغانستان وأمريكا بالإضافة إلى علاقتها المتوازنة مع إيران وروسيا تمثل الدول العربية بعد أن فقدت مصر والسعودية تأثيرهما في المنطقة بممارساتهما العدائية ضد الشعوب العربية الثائرة ضد الإستبداد.
    • نيجيريا دولة كبيرة يمكن أن تمثل مسلمي الدول الأفريقية

ويمكن أن تتبدل هذه المواقع تبعا لتغير موازين القوى لهذه الدول، بالإضافة إلى اختيار دولة تمثل قارة أمريكا الجنوبية

  • يجب ألا تخضع قرارات منظمة التعاون الإسلامي للأمم المتحدة التي تتحيز دائما ضد المسلمين، فإما أن يتم التنسيق بينهما أو عدم تدخل الأمم المتحدة في قرارات منظمة التعاون الإسلامي فيما يخص الدول الأعضاء، أما إذا كانت المشكلة بين دول العالم الإسلامي ودولة غير إسلامية فيمكن في هذه الحالة التفاوض بين المنظمتين، بحيث نضمن استقلالية منظمة التعاون الإسلامي.
  • جامعة الدول العربية تضم الدول الناطقة بالعربية وكلها أعضاء في منظمة التعاون الإسلامي لذلك يجب أن تكون الجامعة العربية داعمة للمنظمة الإسلامية.
  • منظمة الدول التركية وهي تضم الدول الناطقة بالتركية وهي كلها دولا إسلامية وبالتالي فقراراتها يجب أن تدعمها منظمة التعاون الإسلامي.
  • يجب أن يكون هناك تعاون وتنسيق وتوزيع أدوار بين هذه المنظمات، مثال:
    • الإنتهاكات التي يتعرض لها مسلمي الأيغور في الصين تستطيع منظمة الدول التركية عقد اتفاقية مع الدولة الصينية بأن يحصل المسلمون الأيغور على كل حقوقهم الدينية والسياسية وغيرها من الحقوق في مقابل عدم الإنفصال عن الدولة الصينية، ويمكن في هذه الحالة أن تقوم الدول العربية لما لها من علاقات اقتصادية مع الصين أن تضغط عليها لتنفيذ هذه الإتفاقية أو تكون هناك مقاطعة للمنتجات الصينية في السوق العربية الكبيرة، وكذلك منظمة التعاون الإسلامي، وهكذا بالنسبة للقضايا العربية وصراعات المنطقة.
  • هذا يتطلب أن تكون الأنظمة الحاكمة للدول الإسلامية على قدر المسئولية، وأن تتعاون بالشكل الذي يضمن بقاء دولها دون تقسيم في حال انفردت كل دولة بشئونها الداخلية وعلاقاتها بالدول الإمبريالية، وفي حال استمرت هذه الأنظمة على تفككها ضمنت عدم بقائها في الحكم أو حتى بقاء دولها دون تقسيم.
  • إذا كان الشرق والغرب يبذل قصارى جهده لإعادة تقسيم الدول الإسلامية مرة أخرى فعلينا أن نبذل قصارى جهدنا كي نمنع ذلك التقسيم أولا ثم نجمع شتات الأمة من جديد، لأن ديننا هو دين الوحدة والتوحيد.

احجز موقعك على الإنترنت من خلال هذا الرابط

1 2 3 4 5 6 7 8
1 2 3 4 5 6 7 8
1 2 3 4 5 6 7 8
1 2 3 4 5
1 2 3 4 5 6 7 8
Scroll to Top