انطلقت في العاصمة الكازاخية اجتماعات “مسار أستانا 21″ بشأن الملف السوري، بمشاركة وفود من الدول الضامنة، تركيا وروسيا وإيران، بالإضافة إلى ممثلي النظام والمعارضة السوريين.
حيث قررت الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران، مواصلة التعاون في مكافحة الإرهاب والمليشيات الانفصالية التي تهدد الأمن القومي لدول الجوار عبر الأراضي السورية.
وأفاد البيان الختامي المشترك أن الأطراف المشاركة قيمت آخر التطورات الدولية والإقليمية. وأكدوا على أهمية دور المسار في تحقيق حل دائم للأزمة السورية.
وأشار إلى أن تصاعد الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية قد أثر سلبًا أيضًا على الوضع في سوريا. وشدد على أهمية منع تمدد النزاع المسلح إلى مناطق أخرى، والحيلولة دون انجرار دول أخرى في المنطقة إلى هذا الصراع.
أعربت الدول الضامنة عن قلقها إزاء الأزمة الإنسانية في غزة، مؤكدة ضرورة إنهاء الهجوم الإسرائيلي ضد الفلسطينيين وإرسال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
أستانا 21 والتمسك بوحدة الأراضي السورية
ودعا البيان إلى الوقف الفوري لإطلاق النار وتنفيذ قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة فيما يتعلق بامتثال جميع الأطراف للقانون الدولي، مؤكدا ضرورة الالتزام بسيادة سوريا واستقلالها ووحدة أراضيها.
وشدد على أهمية مواصلة الجهود لإعادة العلاقات بين تركيا وسوريا على أساس الاحترام المتبادل وحسن النية وعلاقات حسن الجوار، من أجل مكافحة الإرهاب وتوفير الظروف المناسبة لعودة آمنة وطوعية وكريمة للسوريين.
أدان البيان أنشطة التنظيمات الإرهابية والمجموعات التابعة لها في سوريا، والتي تعمل بأسماء مختلفة في مناطق متعددة، مستهدفة المنشآت المدنية وتسببت في سقوط ضحايا من المدنيين.
أكد البيان كذلك على ضرورة تنفيذ ما اتفق عليه بشمال سوريا بشكل كامل، وتنفيذ الاتفاقيات الخاصة بإدلب والحفاظ على التهدئة. كما أعرب عن القلق إزاء تواجد التنظيمات الإرهابية وأنشطتها، التي تشكل تهديدًا للمدنيين داخل وخارج منطقة خفض التوتر في إدلب.
أكدت الأطراف المجتمعة على أن الأمن والاستقرار الدائمين في شمال شرقي سوريا لا يمكن أن يتحققا إلا على أساس الحفاظ على سيادة البلاد ووحدة أراضيها، ورفض إيجاد حقائق جديدة على الأرض، بما في ذلك المحاولات غير المشروعة لتأسيس حكم ذاتي باسم مكافحة الإرهاب.
وجدد البيان رفضه الاستيلاء والنقل غير القانوني للنفط السوري، وأدان جميع الخطوات الأحادية التي تنتهك القانون الدولي والقانون الإنساني الدولي وميثاق الأمم المتحدة. وعلى الأمم المتحدة أن تدعم هذا الحل بما يتفق مع قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254.
ودعت الدول الضامنة المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم اللازم للاجئين والنازحين السوريين، مؤكدين استعدادهم لمواصلة التفاعل مع كافة الأطراف ذات الصلة، بما في ذلك المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين وغيرها من المنظمات الدولية المتخصصة.
وعلى مدى يومين، ناقشت الاجتماعات قضايا مثل تغير الوضع الإقليمي في سوريا، ومحاولة الوصول إلى حل شامل، والوضع الإنساني هناك، بالإضافة إلى حشد المجتمع الدولي لإعادة إعمار سوريا.
وتم الاتفاق على عقد محادثات 22 في النصف الثاني من العام الجاري.
ممثلي الوفود المشاركة
في العاصمة الكازاخية الثلاثاء، انطلقت الجولة الـ 21 من اجتماعات أستانا بشأن الملف السوري، بحضور وفود الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران، بجانب ممثلي النظام والمعارضة السوريين.
ويمثل الوفد التركي في الاجتماعات، أحمد يلدز نائب وزير الخارجية، ألكساندر لافرينتيف ممثل الرئيس الروسي، ومستشار الشؤون السياسية بوزارة الخارجية الإيرانية علي أصغر حاجي وفد طهران.
ويرأس وفد النظام السوري بسام صباغ نائب وزير الخارجية، ووفد المعارضة أحمد توما، ويشارك في الاجتماعات نجاة رشدي نائبة ممثل الأمم المتحدة في سوريا، إضافة إلى هيئات من الأردن والعراق ولبنان بصفة مراقبين.
وبدأت المحادثات عام 2017 برعاية الدول الضامنة تركيا وروسيا وإيران من أجل إيجاد حل للأزمة السياسية في سوريا. وعقدت الجولة السابقة يومي 20 و21 يونيو 2023.
المصدر: الأناضول