إسطنبول: مؤتمر إعادة النظر في القانون الدولي بعد غزة
نظمت كلية الحقوق بجامعة البوسفور في مدينة إسطنبول الأحد، مؤتمرا بعنوان “إعادة النظر في القانون الدولي بعد غزة” برعاية وكالة الأناضول.
الجلسة الأولى للمؤتمر كانت بعنوان “الاحتلال والعنصرية والمقاومة”، وأدارتها المقررة الخاصة السابقة للأمم المتحدة المعنية بالحق في الغذاء، هلال إلفر، وشارك فيها البروفيسور مايكل لينك المقرر الأمم السابق المعني بفلسطين بين عامي 2016 و2022، والبروفيسور محسن العطار من جامعة ليفربول بالصين، والبرفسور موثوكوماراسوامي سورناراجا من جامعة سنغافورة.
لن تتحرر فلسطين بالقانون الدولي
قال لينك، المقرر الأممي السابق المعني بفلسطين، في مداخلته بعنوان “المستوطنات الإسرائيلية في نطاق نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية”: “القانون الدولي وحده لن يحقق تحرير فلسطين، ولكن عندما يتوحد القانون الدولي والنظام الدولي مع الحزم الدولي، يمكن أن يتحقق ما نصبو إليه. وأعتقد أن هذا هو ما توصلت إليه، خلال السنوات التي قضيتها كمقرر خاص لحقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية”.
وأشار لينك إلى أن استيلاء إسرائيل على الأراضي الفلسطينية في القدس الشرقية والضفة الغربية هو عمل مخالف للقانون الدولي.
وقال: “في عام 2023 كان هناك 517 ألف مستوطن إسرائيلي في الضفة الغربية وحدها. في عام 2020 كان هذا العدد أقل من 200 ألف.
في عام 2000 كان عدد المستوطنات اليهودية 172 مستوطنة في القدس الشرقية. واليوم وصل إلى235 ألف مستوطنة يهودية ، حيث تتركز أنشطة الاستيطان للاحتلال الإسرائيلي،
وتضاعف عدد المستوطنين في مرتفعات الجولان من 16 ألفا عام 2000 إلى نحو 29 ألفاً اليوم.
وقال لينك إن “المساءلة عنصر مفقود في القانون الدولي. وبدون حزم دولي، سيظل القانون الدولي مجرد حبر على ورق”.
الدول الإسلامية لا تمتلك حق النقض في مجلس الأمن
أما الأستاذ محسن العطار من جامعة ليفربول فأشار في مداخلته: “العنصرية ضد الفلسطينيين في القانون الدولي: كشف المظالم الهيكلية”، إلى وجود العديد من التفسيرات المتباينة للقانون الدولي في العالم.
وقال :”القانون الدولي يُستخدم لإضفاء الشرعية على الظلم مثل التهجير القسري للفلسطينيين من أراضيهم”.
واقبس العطار في كلمته مقولة المحامي البريطاني جون وستليك “إن المجتمع الدولي الذي طوّر القانون الدولي يتكون من كل الدول ذات الدم الأوروبي، أي كل الدول الأوروبية والأمريكية باستثناء تركيا”.
وتساءل العطار عن السبب في عدم وجود أي دولة مسلمة تمتلك حق النقض في مجلس الأمن في الوقت الذي تمتلك فيه دول غربية هذا الحق.
وأشار العطار إلى أن الإنسان يُعرف بأنه كائن يتمتع بالكرامة ضمن نطاق القانون الدولي، وقال: “عندما يتعلق الأمر بحق الفلسطينيين في العيش بكرامة، فإن تعريف الكرامة في القانون الدولي يصبح مخادعا”.
“صمود القوة: النضال الفلسطيني وتقرير المصير”، كان عنوان مداخلة سورناراجا من جامعة سنغافورة، أشار فيها إلى أن مؤسسي الصهيونية ما زالوا مؤثرين على السياسيين في إسرائيل وأن الحركة الصهيونية تستخدم العنف كأداة للتهجير القسري للفلسطينيين.
وذكر سورناراجا أن هناك شعوبًا كثيرة في التاريخ قاومت الاحتلال، وتم استخدام أساليب كثيرة بما في ذلك القانون الدولي، لإضفاء الشرعية على الأنشطة الغير شرعية ضد هذه الشعوب.
وذكر بأن الهند ناضلت ضد البرتغال، التي كانت إحدى دول الاحتلال في ذلك الوقت، قائلا: “بعد غزو البرتغال للأراضي الهندية، شنت الهند هجومًا مضادًا في إطار حقها في الدفاع عن النفس. ويجب أن يكون هذا ساريًا أيضًا في سياق فلسطين”.
المصدر: يني شفق
احجز موقعك على الإنترنت من خلال هذا الرابط