اتفاق بين رواندا والكونغو الديمقراطية
اتفاق سلام تاريخي بين رواندا والكونغو الديمقراطية بوساطة أمريكية وقطرية ينهي نزاعًا دام ثلاثة عقود.
وقّعت جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، يوم الجمعة 27 يونيو 2025، اتفاق سلام في العاصمة الأمريكية واشنطن، برعاية مشتركة من الولايات المتحدة وقطر.
وأنهى الاتفاق صراع دموي استمر ثلاثة عقود في شرق الكونغو، بإقليم شمال كيفو الغني بالموارد الطبيعية.
الاتفاق الذي أُبرم بعد مفاوضات مكثفة، يضع خارطة طريق لإنهاء الأعمال العدائية بين الجانبين، ويؤكد التزام الطرفين باحترام وحدة وسلامة الأراضي.
بالإضافة إلى الوقف الفوري لأي دعم حكومي للجماعات المسلحة، وعلى رأسها حركة “إم 23” المتمردة، التي تتهم كينشاسا كيجالي بدعمها عسكريًا ولوجستيًا.
وشهدت مراسم التوقيع حضور مسؤولين رفيعي المستوى من الولايات المتحدة وقطر، في إشارة إلى الجهود الدبلوماسية المكثفة التي بُذلت لإنضاج هذا الاتفاق.
كما رحبت الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي بالاتفاق، واعتبراه خطوة مفصلية نحو إحلال الاستقرار في منطقة البحيرات الكبرى.
ويأتي هذا الاتفاق بعد سنوات من التوتر المتصاعد والاشتباكات المسلحة التي خلّفت آلاف القتلى وأدت إلى تهجير مئات الآلاف من السكان، وسط أزمة إنسانية متفاقمة وصعوبات في إيصال المساعدات إلى المناطق المتضررة.
وتأمل الأطراف الراعية في أن يشكّل الاتفاق بداية لعملية سلام شاملة ومستدامة، تعالج جذور النزاع، وتفتح الباب أمام التنمية الاقتصادية وتعزيز مؤسسات الدولة في المناطق الشرقية من الكونغو.
ومن المقرر أن تُشكل لجنة مشتركة لمراقبة تنفيذ بنود الاتفاق، بإشراف دولي وإقليمي، لضمان التزام الجانبين بخطوات بناء الثقة، وتهيئة الظروف لعودة النازحين وإعادة إعمار المناطق المنكوبة.
يُشار إلى أن الصراع في شرق الكونغو يُعد من أعقد النزاعات في إفريقيا، حيث تشترك فيه عدة أطراف إقليمية ومحلية، وتغذّيه أطماع السيطرة على الثروات الطبيعية الهائلة، لا سيما الذهب والكولتان والمعادن النادرة.
المصدر: الجزيرة + مرسال قطر + الشرق
