إسرائيل خسرت الحرب الإعلامية، بمقطع الفيديو الذي يظهر خياما تشتعل فيها النيران بمخيم للاجئين الفلسطينيين في رفح.
قالت صحيفة لوفيجارو الفرنسية، في عمود بقلم رينو جيرار، إن مقطع الفيديو والذي تم توزيعه على نطاق واسع -الذي يظهر خياما تشتعل فيها النيران بمخيم للاجئين الفلسطينيين في رفح، حيث قتل 45 شخصا في قصف إسرائيلي- كان يعادل صورة الفتاة الصغيرة التي أحرقت بالنابالم في حرب فيتنام، وهي تركض عارية على الطريق، وعلى وجهها علامات الرعب.
صدم الفيديو الرأي العام وأكد بشكل قاطع هزيمة إسرائيل في الحرب الإعلامية وتدهور وضعها في العالم.
وذكر الكاتب بأن تلك الصورة والتقارير الواردة، من فيتنام وقتها، حولت الرأي العام ضد الحرب، ليقرر الكونجرس تخلي الولايات المتحدة عن فيتنام الجنوبية، مما تسبب في هزيمها في أقل من عام.
وها هي إسرائيل كذلك تخسر حربها الإعلامية اليوم في غزة، رغم ما لذلك من أهمية كبيرة في الصراعات المعاصرة، بسبب الاستخدام الواسع النطاق للهواتف الذكية المزودة بكاميرات التي يمكنها نشر الصور على الفور عبر شبكات التواصل الاجتماعي.
من محرقة النازية إلى محرقة الصهيونية العالمية
إستغرقت فظائع الجيش الياباني في الصين عام 1937 أسابيع، قبل أن تصل أخبارها إلى آذان الغرب، لكن اغتيال 45 مدنيا وحرقهم حتى الموت في منطقة يقال إنها آمنة، بعد أن نزحوا عدة مرات، أثارت المشاعر الدولية في نفس اليوم.
إن ما شاهده الرأي العام العالمي هو جالوت الإسرائيلي وهو يهاجم عائلة داود الفلسطينية، ويقتل عددا غير قليل من المدنيين، سيضاف إلى 36 ألف فلسطيني قتلتهم إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023.
إذا كان الإسرائيليون قد عرفوا دائما كيف يبقون وسائل الإعلام الغربية والرأي العام الغربي إلى جانبهم فإن صورتهم كضحايا للمحرقة في ذهن العالم تحولت تدريجيا إلى صورة الظالم المتسلط، مما أدى إلى تدهور وضعهم في العالم.
ووصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذه الضربة الإسرائيلية بأنها “غير مقبولة” واستبعدت حكومته -كأول إجراء عملي- شركات تصنيع السلاح الإسرائيلية من معرض يوروساتوري الذي سيقام في العاصمة باريس بين 17 و21 يونيو 2024، رغم موقف باريس المؤيد لإسرائيل بداية الصراع.
ورغم مواقف الغرب المؤيدة دائما للعمليات المستهدفة التي تقوم بها إسرائيل، مثل اغتيالها منفذي عملة ميونخ وقادة حماس في غزة ولبنان، فإن شعبية إسرائيل في الرأي الغربي تدهورت بشكل كبير خلال 8 أشهر من الحرب.
خسرت إسرائيل الحرب الإعلامية، حيث يردد الآن شباب البلدان الأكثر تأييدا لها روايات تاريخية مفادها أن الإسرائيليين “مستعمرون فظيعون يهاجمون المدنيين العزل” مما يوشك أن يوسع المقاطعة وسحب الاستثمارات، والعقوبات التي تستهدف إسرائيل من قبل بلدانهم.
وحتى الرئيس الأميركي جو بايدن الذي كان مؤيدا لإسرائيل طوال حياته السياسية، يبدو اليوم غاضبا من إستراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأصبح يمارس أقصى قدر من الضغط على الحكومة الإسرائيلية لصالح وقف إطلاق النار.
وإذا كان الإسرائيليون قد عرفوا دائما كيف يبقون وسائل الإعلام الغربية والرأي العام الغربي إلى جانبهم -كما يقول الكاتب- فإن صورتهم كضحايا للمحرقة في ذهن العالم تحولت تدريجيا إلى صورة الظالم المتسلط، مما أدى إلى تدهور وضعهم في العالم.
أبو محمد الجولاني في لقاء مع CNN الأمريكية
الرئيس أردوغان يستقبل ولي العهد الياباني
سوريا: جوتيريش يدعو إلى وقف القتال
لا توجد مقالات