الفيتو الأمريكي والقضية الفلسطينية

الفيتو الأمريكي والقضية الفلسطينية

استخدم الفيتو الأمريكي عشرات المرات منذ تأسيس الأمم المتحدة لحماية مصالح إسرائيل، وخاصة في القضايا المتعلقة بالفلسطينيين، بما في ذلك إنشاء دولة فلسطينية أو إدانة الاحتلال. فيما يلي بعض الأمثلة البارزة:

مشروع قرار الاعتراف بفلسطين كدولة كاملة العضوية 2024

  • رقم المشروع: S/2024/312
  • تاريخ التصويت: 18 أبريل 2024
  • السياق: قدمت الجزائر مشروع قرار يوصي الجمعية العامة بقبول دولة فلسطين كعضو كامل العضوية في الأمم المتحدة.
  • التصويت: 12 صوتًا مؤيدًا، امتناع دولتين (بريطانيا وسويسرا).
  • الفيتو: الولايات المتحدة.
  • التبرير الأمريكي: الحل يجب أن يأتي عبر مفاوضات مباشرة وليس قرارًا أمميًا.

إذا كان الإعتراف بدولة فلسطينية كاملة العضوية لا يحتاج لقرار أممي ولن يأتي إلا عبر مفاوضات مباشرة، فلماذا تتقدم الدول بهذه المشاريع في مجلس الأمن؟ وهل تم الاعتراف بدولة إسرائيل عن طريق مفاوضات مباشرة بين اليهود والفلسطينيين؟

وهل مفاوضات أوسلوا 1، 2 اعترفت بدولة فلسطينية أم بموجبها تم تسليم 70% من أراضي الضفة للمحتل الإسرائيلي والآن يقوم بتهجير باقي الشعب الفلسطيني من أرضه؟

وفي النهاية تدعم أمريكا المحتل الإسرائيلي في حربه ضد الشعب الفلسطيني فكيف يكون مفاوضا محايدا بين الطرفين وهو منحاز انحيازا تاما للمحتل بل يسعى أن يحتل بنفسه أرض غزة بعد حرب الإبادة التي بدأت في 7 أكتوبر2023.

مشروع قرار إنهاء الاحتلال الإسرائيلي بحلول 2017

  • رقم المشروع: S/2014/916
  • تاريخ التصويت: 30 ديسمبر 2014
  • السياق: قدمت الأردن مشروع قرار يدعو لإنهاء الاحتلال بحلول نوفمبر 2017 وإقامة دولة فلسطينية على حدود 1967.
  • التصويت: 8 أصوات مؤيدة، صوتت دولتان ضده (الولايات المتحدة وأستراليا)، وامتنعت 5 دول.
  • الفيتو: لم يُستخدم رسميًا لأن القرار لم يحصل على 9 أصوات، لكن الولايات المتحدة كانت مستعدة لاستخدامه.
  • التبرير الأمريكي: القرار غير بنّاء ويحدد مواعيد غير واقعية.

ثلاث سنوات لإقامة الدولة الفلسطينية مواعيد غير واقعية، هل تريد أمريكا 100 عام لإقامة دولة فلسطين على الأرض الفلسطينية؟

مشروع قرار إدانة الاستيطان وتأسيس دولة فلسطينية

  • رقم المشروع: S/2011/24
  • تاريخ التصويت: 18 فبراير 2011
  • السياق: قدمت لبنان مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي ويعتبره عقبة أمام دولة فلسطينية.
  • التصويت: 14 صوتًا مؤيدًا.
  • الفيتو: الولايات المتحدة.
  • التبرير الأمريكي: القرار قد يعقد المفاوضات رغم تأكيد أن الاستيطان غير شرعي.

إدانة الاستيطان قد يعقد المفاوضات، أم أن الاستيطان نفسه هو الذي يعقد المفاوضات بل ينسف المفاوضات؟

مشروع قرار توفير حماية دولية للفلسطينيين

  • رقم المشروع: S/2018/516
  • تاريخ التصويت: 1 يونيو 2018
  • السياق: قدمت الكويت مشروع قرار يطالب بحماية دولية للفلسطينيين خلال “مسيرة العودة” في غزة.
  • التصويت: 10 أصوات مؤيدة، امتناع 4 دول.
  • الفيتو: الولايات المتحدة.
  • التبرير الأمريكي: القرار متحيز ضد إسرائيل ولا يعالج تهديداتها.

القرار متحيز ضد إسرائيل فهل يجب أن يكون القرار ضد صاحب الأرض المحتلة من إسرائيل، وما هي التهديدات التي تتعرض لها إسرائيل وهي التي تقوم بالإستيطان في الأرض الفلسطينية؟

مشروع قرار الوقف الإنساني لإطلاق النار في غزة

  • رقم المشروع: S/2023/970
  • تاريخ التصويت: 8 ديسمبر 2023
  • السياق: قدمت الإمارات مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق نار إنساني فوري في غزة خلال الحرب التي بدأت في أكتوبر 2023.
  • التصويت: 13 صوتًا مؤيدًا، امتناع المملكة المتحدة.
  • الفيتو: الولايات المتحدة.
  • التبرير الأمريكي: القرار لم يدن هجوم حماس في 7 أكتوبر 2023، ويجب أن يراعي حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

حماس هاجمت إسرائيل المحتلة لأرض فلسطين طبقا للقرارات الدولية، وطبقا للتاريخ والجغرافيا، فأي حق للمحتل في الأرض التي قام باحتلالها؟

ملاحظات عامة:

  • أرقام مشاريع القرارات مأخوذة من وثائق الأمم المتحدة الرسمية المتاحة.
  • التواريخ المذكورة هي تواريخ التصويت الفعلية في مجلس الأمن.
  • بعض مشاريع القرارات التي تم التصويت عليها لم تُمنح أرقامًا رسمية لأنها لم تُعتمد بسبب الفيتو.
  • عدد الفيتو الأمريكي: منذ عام 1970 وحتى فبراير 2024، استخدمت الولايات المتحدة الفيتو حوالي 45 مرة لصالح إسرائيل في قضايا تتعلق بالفلسطينيين، سواء كانت متعلقة مباشرة بإنشاء دولة فلسطينية، أو إدانة الاستيطان، أو توفير الحماية، أو إنهاء الاحتلال.
  • الاتجاه العام: غالبًا ما تعارض الولايات المتحدة أي قرار يُنظر إليه على أنه “يتجاوز” المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، أو يُعتبر “منحازًا” ضد إسرائيل.
  • أبرز القرارات الناجحة: على الرغم من الفيتو المتكرر، تم تمرير قرارات مثل القرار 2334 (2016) الذي أدان الاستيطان، حيث امتنعت الولايات المتحدة عن التصويت بدلاً من استخدام الفيتو. (فهل توقف الاستيطان)

هذه بعض قرارات مجلس الأمن والفيتو الأمريكي والخاص بالقضية الفلسطينية، فماذا يمكن أن يقدم الفيتو الإسلامي في حال أصبح هناك دولة إسلامية لها عضوية دائمة في مجلس لأمن؟ هل يمكن أن تمنع دول الفيتو الأخرى من وقف القرارات المتعلقة بإقامة دولة فلسطين كاملة العضوية في الأمم المتحدة؟

إن الأمم المتحدة التي تعترف بالدول المستقلة والأعضاء في المنظمة لا تعترف بحكوماتها إذا كانت إسلامية أو تخالف توجه الأمم المتحدة، كمثال: حكومة أفغانستان والحكومة السورية الحالية.

نحن كعالم إسلامي نحتاج إلى إعادة صياغة للقوانين المنظمة للدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وفي نفس الوقت نحتاج إلى قرارات مستقلة عن الأمم المتحدة والتي تخص دول العالم الإسلامي الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي حتى يتسنى لنا التأثير على الأرض لتحرير أرض فلسطين.

كما نحتاج إلى ناتو إسلامي مستقل عن الأمم المتحدة ومجلس الأمن ودول الفيتو فيما يخص العلاقة مع هذه الدول دائمي العضوية في مجلس الأمن والتي تسمى دول الفيتو.

الكاتب: سحر زكي

احجز موقعك على الإنترنت من خلال هذا الرابط

1 2 3 4 5 6 7 8
1 2 3 4 5 6 7 8
1 2 3 4 5 6 7 8
1 2 3 4 5 6 7 8
Scroll to Top