دعت الملكة رانيا، عقيلة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، المجتمع الدولي إلى “استخدام نفوذه” بشكل عاجل لإنهاء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
واعتبرت الملكة رانيا، أنه “لا يمكن انتظار” حكم محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بشأن تهمة “الإبادة الجماعية” في غزة حيث يُقتل الناس هناك، و”كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار على الضمير العالمي”.
جاء ذلك خلال مقابلة أجرتها في نيويورك مع الإعلامية جوي ريد، على قناة “MSNBC” الأمريكية، الخميس، ونشر تفاصيلها تلفزيون “المملكة” الأردني الرسمي عبر موقعه الإلكتروني، الجمعة.
وقالت الملكة رانيا: “عندما يُعتمد التجويع سلاحَ، فهذا جريمة حرب، وعندما يتم تهجير سكان بأكملهم، فهذا جريمة حرب”.
وأضافت: “من الواضح جدا أن إسرائيل ليس لديها مشكلة في استهداف المدنيين، وأنها تستخف بقيمة حياة الفلسطينيين”.
وأشارت إلى أن70 بالمئة من بين 35 ألف شخص استشهدوا في غزة هم من النساء والأطفال.
ولفتت الملكة رانيا، إلى أن الحرب على غزة أدت إلى “تشريد نحو 1.7 مليون شخص” من إجمالي سكان القطاع البالغ 2.2 مليون.
الناس يُقتلون ونحن في انتظار حكم محكمة العدل الدولية
وبشأن القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية بتهمة “ارتكاب إبادة جماعية”، قالت الملكة رانيا إن “الأمر قد يستغرق سنوات حتى تصدر المحكمة حكمها النهائي” في القضية.
وأضافت: “لا يمكن الانتظار (حتى صدور هذا الحكم)؛ فالناس يُقتلون (في غزة) اليوم، والتاريخ يُكتب اليوم، والجميع بالفعل متأخرون جدا”.
وتابعت: “كلما طال الانتظار، كبرت وصمة العار على الضمير العالمي”.
وردا على قضية رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في 29 ديسمبر 2023، أمرت محكمة العدل الدولية في 26 يناير الماضي، تل أبيب باتخاذ “تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية بحق الفلسطينيين، وتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة“.
وبشأن تهمة “الإبادة الجماعية” التي تواجهها إسرائيل في غزة، اعتبرت الملكة رانيا، أن “مجرد نقاش” تلك التهمة “ينبغي أن يسبب صدمة عبر المجتمع الدولي”.
ووصفت التطبيق “غير المتكافئ” للقانون الإنساني الدولي على الوضع في غزة بـ”السابقة الخطيرة”.
وتساءلت مستنكرة: “عندما يتم انتهاك القانون الدولي (من قبل إسرائيل في غزة) دون أي عواقب، عندما يتم تجاهل قرارات الأمم المتحدة أو رفضها، ماذا يعني ذلك؟”
وزادت: “ماذا يعني تطبيق القانون الدولي الإنساني بشكل انتقائي؟ أو عندما تتم معاقبة دول معينة بسبب سجلها الضعيف في مجال حقوق الإنسان، في حين تتم مكافأة إسرائيل، المتهمة بارتكاب جرائم إبادة جماعية محتملة، بمزيد من الأسلحة؟ أين العدالة هنا؟”
واعتبرت الملكة رانيا، أنه “من الصعب جدا استيعاب واقع (العيش في ظل) الاحتلال، وما يعنيه أن تكون فلسطينيا تحت الاحتلال الإسرائيلي”.
ووصفت هذا الواقع الذي يعيشه الفلسطينيون قائلة: “أن تعرف أنه يوما تلو الآخر، يتم التحكم بكل جانب من حياتك ويتم إذلالك، وأن تعلم أنه في أي لحظة يمكن أن يتم احتجازك أو اعتقالك دون مبرر ودون أي إجراءات قانونية ودون أي عواقب”.
وأوضحت أنه “إلى جانب حربها على غزة، تتخذ إسرائيل إجراءات عقابية ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية”.
الوضع في الضفة وغزة وازدواجية معايير القانون
وأشارت الملكة رانيا، إلى أن “نحو 500 فلسطيني، بينهم 124 طفلا، استشهدوا واعتقل 8 آلاف آخرون في الضفة الغربية” منذ 7 أكتوبر الماضي.
ودعت المجتمع الدولي إلى “استخدام نفوذه” لإنهاء الحرب على غزة.
وقالت إن على المجتمع الدولي أن “يكون مستعدا لمحاسبة كلا الطرفين (الإسرائيلي والفلسطيني)”.
وأكدت الملكة رانيا، أن “الوصول إلى سلام عادل لا يمكن أن يقتصر فقط على تطبيق الجانب الأقوى (إسرائيل) لإرادته على الجانب الأضعف”.
وتابعت: “كل ما أريده هو أن يحاول الجميع ولو لمرة واحدة أن يضعوا أنفسهم مكان الفلسطينيين”.
وتواصل إسرائيل حربها رغم صدور قرار من مجلس الأمن بوقف إطلاق النار فورا، ورغم طلب محكمة العدل الدولية منها اتخاذ تدابير فورية لمنع وقوع “إبادة جماعية”، وتحسين الوضع الإنساني بغزة.
المصدر: يني شفق