انسحاب الولايات المتحدة من اليونسكو
أعلنت الولايات المتحدة، الثلاثاء، انسحابها من منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، لانتشار الخطاب المعادي لإسرائيل داخل المنظمة، ورحبت تل أبيب بذلك القرار.
ويتزامن قرار واشنطن مع دعمها المتواصل لحرب الإبادة الجماعية التي تشها إسرائيل في غزة منذ 7 أكتوبر 2023.
وأبلغت واشنطن المدير العام لليونسكو، أودري أزولاي، بقرارها مؤكدة أن استمرار المشاركة في اليونسكو لا يخدم المصلحة الوطنية لأمريكا.
واعتبرت الخارجية الأمريكية قرار اليونسكو بقبول فلسطين كدولة عضو (عام 2011) يتعارض مع السياسة الأمريكية، وساهم في انتشار الخطاب المعادي لإسرائيل داخل المنظمة.
وبموجب المادة الثانية (6) من دستور اليونسكو، سيدخل انسحاب الولايات المتحدة حيز التنفيذ في 31 ديسمبر 2026.
وأشاد وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بقرار واشنطن، قائلا: “نرحب بقرار الإدارة الأمريكية الانسحاب من اليونسكو”.
وأكد أن هذه الخطوة ضرورية لتعزيز حق إسرائيل في معاملة عادلة في منظومة الأمم المتحدة.
وقال إن الأمم المتحدة تحتاج إلى “إصلاحات جوهرية للحفاظ على أهميتها”.
الخداع الاستراتيجي
الأمم المتحدة التي أنشأت إسرائيل واعترفت بها على حساب الشعب الفلسطيني أوشكت على السقوط، وتسعى الولايات المتحدة وربيبتها إلى استعادة هيبة الأمم المتحدة مرة أخرى.
ويتم ذلك من خلال انسحابها من اليونسكو وترحيب إسرائيل بالقرار على اعتبار أن قرارات الأمم المتحدة لصالح غزة وفلسطين لها وزن وتنفيذ على أرض الواقع.
وهذا ليس له دليل، بل يصرح الأمين العام للأمم المتحدة أن دولة فلسطين لن تقوم إلا بموافقة إسرائيل، فهل اشترطت الأمم المتحدة موافقة فلسطين والشعب الفلسطيني على إنشاء إسرائيل.
مقرات الأمم المتحدة في غزة ولبنان واليمن يتم قصفها من قبل العدو الصهيوني، فإذا لم تستطع المنظمة الدولية الأولى في العالم حماية مقراتها والدول الأعضاء فيها، فهل يمكنها حماية الشعب الفلسطيني أو اليمني أو اللبناني.
إنه الخداع الاستراتيجي الذي يحاولون من خلاله إستعادة الهيبة المفقودة للأمم المتحدة ومنظماتها.
وما وزن اليونسكو ومجلس الأمن في القرارات الدولية التي تخص دول العالم الإسلامي، إنها صفر على الشمال بل هي الداعم الأول والمبرر في إقرار الإعتداءات على العالم الإسلامي.
وقد رأينا هذا الدعم السافر باحتلال أمريكا لأفغانستان والعراق ومرورا بالإبادة الجماعية في غزة والتي تقوم بها إسرائيل وأمريكا وأوربا على مرأى ومسمع من الأمم المتحدة ومنظماتها.