تضامن تركي مع التتار والشركس في ذكرى تهجيرهم، وترحيلهم إلى معسكرات العمل في بلدان مختلفة قبل 80 عاما.
أعربت وزارة الخارجية التركية، عن تضامنها مع أتراك تتار القرم، والشركس، في الذكرى السنوية لتهجيرهم من أوطانهم.
وقالت: “قبل 80 عاما، تم تهجير مئات الآلاف من تتار القرم قسراً من وطنهم وترحيلهم إلى معسكرات العمل في بلدان مختلفة، وفقد العديد من المسنين والأطفال والنساء حياتهم بسبب الظروف غير الإنسانية التي تعرضوا لها”.
وأضافت الخارجية في بيان: “رغم مرور 80 عاما، لم تتم استعادة الحقوق المغتصبة لشعب تتار القرم، إن الضم غير القانوني لشبه جزيرة القرم فتح الباب أمام معاناة جديدة”.
وأكد البيان أن تركيا ستواصل الوقوف إلى جانب تتار القرم لضمان حماية هويتهم وأمنهم وازدهارهم ورفاهيتهم.
وأكملت: “نشاطر تتار القرم وشعوب القوقاز الشقيقة آلامهم ونتذكر ذكرياتهم بكل احترام”.
كما صرحت الخارجية التركية بأن “تهجير الشركس” مأساة أخرى تستذكرها أنقرة بحزن.
وتابعت: “قبل 160 عاما، في 21 مايو (أيار 1864)، أُجبر شعب القوقاز على مغادرة وطنه في ظل ظروف قاسية للغاية وفقد الكثير من الناس حياتهم”.
جوزيف ستالين الرئيس السوفيتي يقوم بتهجير تتار القرم
التتار وهم السكان الأصليون لشبه جزيرة القرم، تعرضوا لعمليات تهجير قسرية بدءا من 18 مايو 1944، باتجاه وسط روسيا، وسيبيريا، ودول آسيا الوسطى الناطقة بالتركية، التي كانت تحت الحكم السوفييتي آنذاك.
كما صودرت منازلهم وأراضيهم في عهد جوزيف ستالين، بتهمة “الخيانة” عام 1944، لتوزع على العمال الروس الذين جُلبوا ووُطِّنوا في شبه الجزيرة ذات الموقع الاستراتيجي المهم شمال البحر الأسود.
وبحسب مصادر تتار القرم، فإن 250 ألفا منهم هُجّروا خلال ثلاثة أيام بواسطة قطارات، ومات خلال عملية التهجير 46.2 بالمئة منهم، نتيجة المرض والجوع والظروف المعيشية والمعاملة السيئة.
كما شهدت الحقبة السوفيتية، وبقرار من ستالين، تهجير أتراك الأهيسكا من جورجيا إلى جمهوريات وسط آسيا، في 15 نوفمبر 1944.
روسيا القيصرية تقوم بتهجير الشركس
في 21 مايو 1864، بعد انتصار روسيا القيصرية على شعوب القوقاز في وادي “كبادا” قرب مدينة سوتشي المطلة على البحر الأسود، كان هذا التاريخ بمثابة “بداية النهاية” للشركس، وشعوب شمال القوقاز المسلمة.
اتبعت روسيا القيصرية سياسة التغيير الديموغرافي، فهجّرت 1.5 مليون شركسي من مدن سوتشي وتوابسي وسخومي الساحلية، إلى مناطق سيطرة الدولة العثمانية، وعلى رأسها مدينة فارنا (بلغاريا) على البحر الأسود، وصامسون وسينوب وطرابزون.
وقضى خلال عمليات التهجير القسري 500 ألف شركسي، بسبب الأوبئة والجوع، ونُفي معظم الشركس إلى منطقة الأناضول والأجزاء الأوروبية الخاضعة لسيطرة العثمانيين، ثم هاجر قسم منهم من تلك المناطق إلى سوريا والأردن.