مؤتمر طوفان الأحرار بإسطنبول بمشاركة 60 دولة، دعما لغزة ورفضا للإبادة الجماعية التي تقوم بها إسرائيل في القطاع.
انطلق السبت بمدينة إسطنبول مؤتمر طوفان الأحرار الذي يستمر حتى الأحد بمشاركة ممثلين من 60 دولة.
وشهدت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر عرض مشاهد فيديو وكلمات لعدد من قادة حماس وكلمة بارزة للصحفي طارق مصطفى الذي فقد قرابة 30 من أهله في غزة.
كما شارك في المؤتمر رئيس حركة حماس في الخارج خالد مشعل، الذي أكد أن الحركة “مستمرة في الجهاد” ولديها القدرة على مواصلة المعركة ضد الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة.
وخاطب مشعل الحاضرين في المؤتمر قائلا: “اليوم في الشهر الثامن من طوفان الأقصى، 8 أشهر على أراضي غزة والضفة والعدو يرتكب جرائمه والأمة تعبر عن دورها وإيمانها بالمعركة، ما مضى من أشهر هو من فعلكم وإسهامكم فأقول لكم جزاكم الله خيرا”.
وأضاف: “شكرا لكل من ضحى وأسهم بمعركة الشرف وجاهد في الطوفان المالي، والأمة سخية كما لم تكن من قبل، لأنها تشعر بالواجب، شكرا لمن ملأوا الشوارع بالملايين نصرة لغزة وغضبا على الصهاينة”.
وزاد: “شكرا لكل من خاض معركة الإعلام وقدم الرواية الفلسطينية وهزمنا الرواية الإسرائيلية والغربية، شكرا لمن حاصر السفارات الأمريكية والإسرائيلية، شكرا لكل من قاطع الصهاينة وأجبر الشركات على التراجع، شكرا للطوفان الطلابي العظيم الذي انطلق في الجامعات الأوروبية والأمريكية وعمت العالم، وشكرا لأحرار العالم“.
معركة مفتوحة مع العدو
أكد خالد مشعل: “أن المعركة مفتوحة مع العدو، وأنه يلاحقنا في كل مكان، أمس في جنوب لبنان وغيره من المواقع، وتأتينا الرسالة من غزة العزة بأن المقاومة بخير وأعادت التموضع في كل مكان، وهو إعجاز فئة مؤمنة تنتصر على الصهاينة وداعميهم”.
وشدد على أن “المقاومة بخير، والحاضنة الشعبية رغم آلامها، صامدة وملتفة حول المقاومة، صابرون محتسبون كلهم مع المقاومة يضحون بأعز ما يملكون”.
وأشار إلى أن “العالم يتغير، وغزة غيرت المنطقة والإقليم والعالم، وكشفت الأصالة في الإنسانية والروح في أمتنا”.
وأكد : “نحن اليوم أمام مشهد يبعث فينا الثقة بالنصر، هذا التغير بالساحة الإقليمية والدولية يقول نحن المنتصرون والعاقبة لنا، ونرى العدو يتقهقر وهو مهزوم، وينتقل الخلاف لصفه الداخلي نظرا للإحباط، لأنه تعود أن ينتصر بمعارك سريعة بأيام وأسابيع، أما أن يخوض 8 أشهر في غزة ويعجز فيها، فذلك يبعث بروح العزيمة لنا”.
طوفان الأحرار وخطة ثلاثية لنصرة القضية الفلسطينية
رئيس حماس في الخارج تحدث عن المتطلبات المستقبلية بقوله: “نحن أمام لحظة تاريخية وفرصة لهزيمة إسرائيل وتفكيك المشروع الصهيوني“.
وأكمل: “نحن أمام فرصة لتغيير العالم، ولتكون فلسطين بركة العالمين للقضاء على الصهاينة ومشروعهم الأثيم الذي يريد شرا بالعالمين، وهذه الفرصة التاريخية تحتاج لرجال وجهد وعمل”.
واستطرد: “بعد 8 أشهر من الحرب، نحن مستمرون في جهادنا، ولدينا قدرة ونفس بقدرة الله أن نواصل المعركة. فماذا نقول لهم؟ ردنا نترجمه في 3 خطوات كبرى”.
الخطوة الأولى
واصلوا ما بدأتموه منذ اللحظة الأولى من خلال الفعاليات، واصلوا جهادكم بالمال لنصرة الناس في غزة وإطعامهم وإيوائهم ونصرة المجاهدين وكفالة عوائلهم، ونريد عودة الملايين ومأسسة الشارع في العالم الإسلامي”.
“نريد أن تبقى جماهير الأمة في الشوارع، وتعلن غضبها على الصهاينة وأوليائها أمام السفارات، ونريد غضبا متواصلا يوقف هذه العدوان، وطوفان الإعلام يواصل رسالته وكلمته ومواقفه، ونريد للرواية الفلسطينية أن تبلغ مداها في كل المحافل”.
“نريد طوفان القانون ليحاكم المجرمين القتلة. نقف مع جنوب إفريقيا كما تقف معها تركيا وليبيا ومصر، ونريد أن تنخرط دول أخرى بالمعركة لتلاحق الصهاينة في كل مكان، وأن يتواصل طوفان الطلاب”.
الخطوة الثانية
أضاف مشعل: “نريد أن ننخرط في معركة الجهاد، ونريد للأمة أن تنخرط بكليتها في المعركة. هذه مسؤوليتنا طالما نحن أمام فرصة للتحرير، والعدو يترنح، مطلوب منا أن ننتقل نقلة كبرى بطوفان الجهاد والأمة“.
الخطوة الثالثة
قال مشعل: “مطلوب طوفان الضغط السياسي والاعتصامات التي تقول كلمة واحدة وهي آن للعدوان أن يتوقف”.
وأوضح أن “هناك مواقف سياسية من الدول العربية والإسلامية، ومن دول أخرى، ولكن المطلوب اليوم جبهة سياسية عريضة تواجه الصهاينة والإدارة الأمريكية التي لا تزال تصطف معه رغم خلافها معه وتدعمه بأدوات الدمار ولا تتخلى عن حمايته رغم جرائمه”.
وأشار رئيس حماس في الخارج إلى أهمية تشكيل “جبهة عريضة تقول لا بد للحرب والعدوان والجريمة أن تتوقف وتنتهي”.
وقال أيضا “عار على الإنسانية أن يستمر العدوان والجرائم طوال 8 أشهر. اليوم العالم ينتفض، ونحتاج لترجمة سياسية لذلك، والأمة قادرة عليه، ونرى تغيرا بالمواقف ونريد المزيد”.
وأكد مشعل أن “الدول العربية والإسلامية يمكن أن تقود الجبهة وهي قادرة على ذلك”.
وختم بالقول: “أبشروا بالنصر، واصلوا دوركم وانخرطوا في معركة الجهاد والمقاومة، وانطلقوا إلى جبهة سياسية واعتصام مفتوح وغضب متواصل يوقف الجريمة في غزة، وعندها سنرى فجرا جميلا خيرا للجميع”.