من أشعل الحرب في أوكرانيا؟
رفع الكاتب الفرنسي باتريك باسين، دعوى قضائية ضد الأمين العام السابق لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، بتهمة إشعال الحرب في أوكرانيا رغم قدرته على منعها.
وأكد باسين، أن المفاوضات التي جرت بين موسكو وكييف بوساطة تركيا في مارس 2022 كانت الفرصة الأخيرة للسلام.
ورفع باسين، دعواه بمحكمة بروكسل في 27 سبتمبر الماضي، بعد أن أنهى ستولتنبرغ مهمته التي استمرت عشر سنوات، وسلم المنصب لخلفه الهولندي مارك روته في أول أكتوبر الماضي.
وفي كتاب “الحرب في أوكرانيا: المسؤولية الجنائية للغرب – خياراتنا لوقف الأزمة”، اتهم باسين، ستولتنبرغ، بإعاقة الجهود الدبلوماسية الهادفة إلى منع الحرب، وتعريض أمن الدول الأعضاء في الناتو، بما في ذلك بلجيكا، للخطر، وارتكاب جرائم ضد السلام.
وذكر باسين أن الهدف الأساسي من الدعوى؛ إثبات أن ستولتنبرغ، كان يمتلك القدرة على منع الحرب في أوكرانيا، لكنه امتنع عن القيام بذلك، وانتهك ميثاق الأمم المتحدة وميثاق الناتو، وساهم في أعمال عدائية وفقًا للقانون الجنائي البلجيكي.
وأضاف: “أردت أن أرفع الدعوى قبل مغادرته المنصب، لأجعله يرى ذلك”.
نتائج الحرب في أوكرانيا
وتابع الكاتب: “إننا نرى نتائج الحرب اليوم؛ التضخم والفقر والديون المتزايدة. لا يمكننا أن نقبل بأن تدمّر حياتنا، وحياة أطفالنا، على نطاق قارة بأكملها”.
وأوضح باسين، أن “أوروبا شهدت حربين عالميتين، لذا فإن الهدف الأساسي هو السلام. وعدد القتلى من الأوكرانيين في تزايد والجنود الروس يقتلون أيضا. إلى متى سيستمر هذا الوضع؟”
وشدد على أن ستولتنبرغ، “أشعل الحرب بينما كان بإمكانه منعها”.
وتطرق باسين، إلى المفاوضات التي جرت بين أوكرانيا وروسيا في إسطنبول في مارس 2022، قائلاً: “كان كلا الجانبين قريبين من توقيع اتفاق سلام. وكنت سعيدًا لأن تركيا تلعب دور السلام هذا، وهو دور كان مهما للغاية”.
وأشار إلى أن بيلاروسيا لن تكون جهة فاعلة من أجل المفاوضات.
وأضاف: “نحن بحاجة إلى دولة محايدة، وكانت تركيا الأفضل لهذا الدور. لأن لدى تركيا اتفاقات مع أوكرانيا، حيث تسلمها طائرات مسيرة، كما أن هناك اتفاقات لها مع روسيا، وهناك علاقة وثيقة بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وقال أيضا: “نعلم أن بوريس جونسون، الذي كان رئيس وزراء بريطانيا في ذلك الوقت، ذهب إلى كييف وقال: كلا، لن توقعوا على هذا. ولم يعد أحد يتحدث عن السلام.
وتابع: “عندما رأيت فشل المفاوضات في تركيا، ألفت كتابي: الحرب في أوكرانيا: المسؤولية الجنائية للغرب – خياراتنا لوقف الأزمة”.
ومنذ 24 فبراير 2022، تشن روسيا هجوما عسكريا على أوكرانيا كي تتخلى كييف عن الانضمام للناتو، وهو ما تعتبره كييف “تدخلا” في شؤونها.
واستضافت إسطنبول في مارس 2022، عدة جولات من المباحثات بين وفود روسية وأوكرانية للتوصل إلى اتفاق بشأن الحرب المتواصلة بين البلدين.
وفي مراسم أقيمت بإسطنبول في 22 يوليو 2022، وقعت الأمم المتحدة وروسيا وتركيا وأوكرانيا اتفاقية ممر الحبوب في البحر الأسود بهدف الحد من تأثير الحرب الأوكرانية الروسية على أسعار المواد الغذائية العالمية.
وقد توقف العمل بالاتفاق بسبب خلافات بين روسيا من جهة، وأوكرانيا ودول غربية من جهة أخرى.
المصدر: يني شفق
احجز موقعك على الإنترنت من خلال هذا الرابط