400 ألف نازح في الكونغو الديمقراطية
حذرت الأمم المتحدة من تفاقم الأزمة الإنسانية في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية بعد نزوح 400 ألف من مدينة جوما.
وحدث ذلك بسبب تصاعد الاشتباكات بين حركة “23 مارس” المتمردة وقوات الأمن.
وتعرف حركة “23 مارس” M23 باسم “جيش الكونغو الثوري”، وتأسست بعد انهيار اتفاق السلام الموقع في 23 مارس 2009، ومعظم أفرادها من قبيلة “التوتسي” التي ينتمي إليها الرئيس الرواندي بول كاجامي.
وأكد المتحدث باسم المفوضية جيرمي لورانس أن القنابل سقطت على مناطق نزح إليها السكان، مما أدى إلى سقوط ضحايا مدنيين. كما وثقت الحركة إعدام 12 شخصًا بين 26 و28 يناير الماضي.
ومع بداية العام، نزح أكثر من 400 ألف شخص بسبب بسبب الاشتباكات المستمرة بين حركة “23 مارس” وقوات الأمن شرق البلاد.
ووبعد أن سيطرت على العديد من القرى والبلدات في المنطقة، فرضت “23 مارس” مؤخرا حصارا على مدينة جوما.
وتتهم الأمم المتحدة رواندا بدعم الحركة، وهو ما نفته رواندا.

رواندا وعودة الصراع في الكونغو الديمقراطية
بعض السياسيين والاستراتيجيين العرب يتخذون من رواندا نموذجا للتطور والتعايش السلمي ويسعون إلى نقل التجربة الرواندية إلى الدول العربية.
من ناحية أخرى اختارت بريطانيا ترحيل المهاجرين العرب إلى رواندا في مقابل دعم مالي للحكومة الرواندية، وكنت دائما أتساءل: لماذا رواندا هذا البلد الصغير جدا بالنسبة لدول العالم العربي والإسلامي.
هل ضاقت بلادنا الشاسعة بآلاف أو مئات الآلاف أو حتى بضع ملايين من المهاجرين، وبلادنا تستوعب مثات الملايين من البشر لإعمارها.
ها هي الإجابة تتضح الآن، فقد عاد الصراع الأوربي الأمريكي في القارة السمراء، وللمرة الثانية من رواندا بعد أن تغلبت التوتسي الأقلية البروتستانتية التي تدعمها أمريكا وبريطانيا على الأغلبية الهوتو الكاثوليكية التي تدعمها فرنسا. وحدثت خلالها مجازر دامية مات فيها مئات الآلاف لتتغلب الأقلية على الأغلبية ويتولى حكم رواندا رئيسها الحالي بول كاجامي منذ ما يزيد عن 20 عاما
فهل كانت تسعى بريطانيا وأمريكا لاستخدام المهاجرين العرب في الحرب القادمة بين رواندا والكونغو الديمقراطية لتقسيمها كما فعلت في السودان. وأدواتها في هذا التقسيم هي الأمم المتحدة وقوات حفظ السلام ومجلس الأمن.
لقد اجتمع مجلس الأمن إجتماعا طارئا ليس بسبب نزوح 400 ألف مواطن في شرق الكونغو الديمقراطية وإعدام 12 مواطن، ولكن اجتمعوا لأن ثلاثة من قوات حفظ السلام قتلوا خلال الاشتباكات.
المصدر: الجزيرة + يني شفق