كان رد الاحتلال الإسرائيلي على قرار محكمة العدل الدولية التابعة للأمم المتحدة، هو إعلان أن العاملين في أنروا UNRWA كانوا مشاركين في طوفان الأقصى الذي بدأ في 7 أكتوبر الماضي في خطوة من خطوات تحرير فلسطين ورفع الحصار عن غزة.
وجاء الرد من دول غربية تقودها الولايات المتحدة وبريطانيا وألمانيا، على الإعلان الإسرائيلي بتعليق مساعداتها المالية. ودعت فلسطين هذه الدول إلى التراجع عن قرارها، محذرة من حملة إسرائيلية تهدف إلى تصفية الوكالة.
واستنكرت حركة حماس، إنهاء “أنروا” عقود 12 من موظفيها نتيجة مزاعم إسرائيلية بالمشاركة في هجوم 7 أكتوبر، على مواقع عسكرية ومستوطنات بغلاف قطاع غزة.
ويصل عدد العاملين في الوكالة 30 ألف، معظمهم من اللاجئين الفلسطينيين يعملون لدى الأونروا، بالإضافة إلى عدد قليل من العاملين الدوليين. وقد فتحت أونروا تحقيقا في المزاعم الصهيونية.
جاءت المزاعم الإسرائيلية بعد ساعات من إعلان محكمة العدل الدولية رفضها مطالب دولة الاحتلال بإسقاط دعوى الإبادة الجماعية في غزة التي رفعتها جنوب إفريقيا وحكمت مؤقتا بإلزام تل أبيب بإدخال المساعدات الإنسانية وتجنب أعمال الإبادة الجماعية.
وتقدم “أنروا” المساعدة والحماية للاجئي فلسطين في الأردن ولبنان وسوريا وفلسطين، وذلك حتى يتم حل المشكلة الفلسطينية.
فلسطين والأمم المتحدة
في أعقاب العدوان الإسرائيلي واحتلال فلسطين في عام 1948، تأسست الوكالة بموجب القرار 302 الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة في 8 يناير 1949 بهدف تقديم الإغاثة والتشغيل للشعب الفلسطيني في الأرض المحتلة.
وقامت الجمعية العامة للأمم المتحدة بتجديد ولاية أنروا، وكان آخرها تمديد عمل الوكالة حتى 30 يونيو 2023. وتوفر الوكالة احتياجات الشعب الفلسطيني على مدار أربعة أجيال من تعليم وصحة ومساعدات إنسانية.
هؤلاء اللاجئين هم من كانوا يقيمون في فلسطين خلال الفترة من يونيو1946 إلى مايو1948، وفقدوا منازلهم وأعمالهم نتيجة حرب 1948.
ومن موقع أنروا على الصفحة الرسمية فإنها بدأت عنلها في 1950 وعدد اللاجئين 750 ألف لاجئ. واليوم وصل العدد الذي يحصل على خدمات الوكالة 5.9 مليون لاجئ.
مصادر تمويل الوكالة
وتحصل الوكالة على الأموال اللازمة لنفقاتها السنوية، من خلال المنح المالية التي يقدمها أعضاء في الأمم المتحدة، مثل: الولايات المتحدة، بريطانيا، ألمانيا، الاتحاد الأوروبي، السويد، اليابان، الإمارات، قطر، السعودية.
وبحسب ميزانية أنروا لعام 2023، بلغ إجمالي النفقات 1.6 مليار دولار، بالإضافة إلى النفقات التي تسببت بها الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، البالغة 481 مليون دولار في الربع الأخير من عام 2023، ما يعني أن المبلغ يتجاوز 2 مليار دولار.
تتوزع نفقات الأنروا على عدة قطاعات، حيث تخصص 58% منها لدعم التعليم، و15% لتعزيز قطاع الصحة، و13% لتقديم الدعم المعيشي للعائلات، و6% لبرامج الإغاثة الاجتماعية، و4% لتحسين البنية التحتية في المخيمات، بالإضافة إلى 4% لمواجهة حالات الطوارئ.
إحصائيات هامة
وتعمل أنروا في 58 مخيما للاجئين، 19 مخيما في الضفة الغربية، و8 مخيمات في قطاع غزة، و10 مخيمات في الأردن، و12 مخيما في لبنان، و9 مخيمات في سوريا.
ويبلغ عدد المستفيدين من خدمات الوكالة حتى نهاية 2023، حوالي 5.9 مليون لاجئ في سوريا وفلسطين ولبنان والأردن.
وفي مجال التعليم، تتبع الوكالة 706 مدرسة، تضم 544 ألف طالب، وهناك 140 مركزا صحي حتى نهاية 2023، تسجل سنويا قرابة 7 ملايين زيارة.
تحليل الأرقام
عدد العاملين في وكالة أنروا 30 ألف فلسطيني وبعض العاملين الدوليين. وأنفقت هذا العام 1.6 مليار دولار بالإضافة إلى نفقات ناتجة عن الحرب في قطاع غزة وتصل 481 مليون دولار.
إذا قسمنا 1.6 مليار دولار على عدد المستفيدين من الوكالة وهو 5.9 مليون لاجئ يعني كل لاجئ يستفيد بمبلغ 271 دولار سنويا. وإذا قسمنا المبلغ على عدد الموظفين في الوكالة البالغ 30 ألف موظف يعني كل موظف يحصل على 50 ألف دولار سنويا، فلماذا نحرر فلسطين؟
يعني أن الدول العربية والإسلامية اكتفت بدفع مليار ونصف مليار دولار للأنروا كل عام بديلا عن تحرير فلسطين الذي قد يكلفهم أكثر من هذا بكثير، لكن تكلفة الحرب مرة واحدة تحررون بها أرضكم.
لكن تكلفة المساعدات التي تقدم للأمم المتحدة فهي سنوية ندفعها في مقابل احتلال أرضنا وليس حمايتها كما تصور لنا الأمم المحدة. 271 دولار لكل لاجئ كل عام.
ولو عكسنا الحسبة واتجهت الأموال للموظفين يحصل كل موظف على 50ألف سنويا. 30 ألف لاجي يحصل على 50ألف دولار سنويا يمكنهم تغيير قناعات 5.9 مليون لاجئ حتى يقبلوا بالأمر الواقع وهو قبول الإحتلال والتعايش معه سبعين عاما.
مساعدات عسكرية للمحتل وإنسانية لفلسطين
من عام 1950 ومنذ إنشاء أنروا في فلسطين، أصبحت تحت احتلالين الصهيوني والأممي الذي يمثل مصدر التمويل. كانت النتيجة هزيمة 1967 واحتلال باقي فلسطين وأراضي أربع دول عربية. 70 عاما والشعب الفلسطيني تحت سلطة الاحتلال الصهيوني والتمويل والتخدير الأممي.
والذي يثير العجب حقا أن الدول الإسلامية تطالب بإدخال المساعدات الإنسانية لغزة المحاصرة ولا تطالب برفع الحصار عنها. كما لم تطالب بوقف الدعم الدولي العسكري للمحتل الصهيوني.
يعني الأمم المتحدة منذ 1950 تمد الشعب الفلسطيني اللاجئ في أرضه بالمساعدات الإنسانية، وهي نفسها التي تقدم المساعدات العسكرية للمحتل فكيف تتحرر فلسطين في ظل هذا التخدير.